المقداد خالد: كل شقي في هذه الحياة غاب عنه هذا السر
من أغلى الحاجات الاتعلمتها في الحياة ووصلت فيها لدرجة اليقين هي قول ربنا في الحديث القدسي ((انا عند ظن عبدي بي)) .. ربنا حيكفيك همك ويريح ليك بالك ويحقق ليك مرادك بشرط انك تكون ((متيقن)) من الحاجة دي .. وتكون متيقن دي معناها ما تهم ولا تخاف ولا تقلق ولا تشفق ..
وعشان تقدر تعمل كدا ببساطة ((ما تفكر)) في المستقبل .. أيوا ما تفكر عديل .. ممكن تخطط بس لكن ما تقعد تفكر في الحيحصل شنو ولا تقعد تنسج خيالات وأحلام وأمنيات ولا تفكر بأي شي متعلق بالأيام الجاية خارج حدود التخطيط البيتطلبو العمل والمرتبط بالعمل ..
اعرف تماماً إنو أي تفكير أو تخيل للأيام الجاية و المستقبل معناها حتفتح على نفسك ثغرة للشيطان يوقعك بيها في الهم والقلق واذا حصل كدا معناها حتأثر على توكلك ويقينك بربنا وإذا حصل كدا معناها حتطلع برة دائرة (انا عند ظن عبدي بي) ..
عشان كدا الحل إنك تتعامل مع أي خاطرة تفكير في المستقبل زي وساوس الشيطان ما تسترسل فيها وطوالي تغير التفكير لأي حاجة تانية ..
لكن لمن تعمل كدا ما تعمل كدا بنية الراحة النفسية والهروب من الهم ، لأ كدا ما في أي فايدة ، أعمل كدا بنية التفويض لربنا وانو دا زي الملف الأديتو لربنا وهو حينجز ليك الاجراء دا بدون ما تعرف التفاصيل .. زي لمن تدي ملف اجراء معين عايز تعملو في مؤسسة تديو للمسؤول الأول في المؤسسة دي وبعد يستلم منك الملف يقوليك تعال استلم ملفك جاهز بعد بكرة الصباح أكيد ما حتفكر تاني ولا حتهم …
تأكد تماماً إنك لو اتعاملت كدا مع ربنا حيكفيك همومك وييسر ليك كل أمورك بصورة انت زاتك حتتعجب منها .. في حديث جميل موافق للكلام دا .. الرسول (صلى الله عليه وسلم) قال : “لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً” .. الطير كل يوم الصباح بتطلع من بيتا جعانة وما عارفة حتاكل كيف ولا عندها اي حتة معينة تمشيها عشان تاكل وتجي بترجع اخر اليوم شبعانة وجاها اكل من حيث لا تحتسب ! والحكاية دي بتكرر معاها كدا كل يوم !!
حأديك تلاتة حاجات حتساعدك بصورة كبيرة على التوكل والتفويض لربنا .. اتفكر فيها كل ما تجيك نزعات تفكير في المستقبل حتصرف ليك تفكيرك وتريح بالك.
1. (القاعد يدبر كل التفاصيل والمقادير أرحم عليك من أمك).
ربنا أرحم عليك وألطف بيك من رحمة أمك عليك ، ودا كلام النبي (صلى الله عليه وسلم) لمن شاف مرة بترضع ولدها وكان معاو بعض الصحابة فقال ليهم : «أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟» قالوا : لا والله وهي تقدر على أن لا تطرحه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لله أرحم بعباده من هذه بولدها» متفق عليه .. فإذا كان دا هو البدبر وبقدر لكل شؤونك أرحم بيك من أمك فتاني القلق في شنو ؟!!
2. (ربنا الهو قديم الإحسان عليك هو نفسه نفسه البدبر ليك في المستقبل).
لو اتفكرت في ماضيك حتلقى إنو كل المزايا والانجازات والحاجات الجميلة الحصلت ليك دي ما حصلت ليك بتقديراتك الخاصة وتحكمك الكامل وشطارتك إنما حصلت ليك بلطف ربنا وفضلو عليك وبرضو حتلقى إنو أي ضائقة حصلت ليك ربنا جاب ليك بعدها فرج وأي عسر حصل ليك ربنا جاب ليك بعدو يسر وأي مصيبة ربنا هونا عليك وجبرا ليك .. ودا المنوال الماشي عليو ربنا معاك .. فما حيقوم حسي بس يغير منوالو وطريقتو معاك !! حاشاو.
3. (أي محنة تحصل ليك هي أنسب سيناريو ممكن يحصل ليك لأنو وراها منحة بتخفى عليك).
لو قعدت برواقة واتفكرت في المكتسبات والمنح ورا أي محنة حصلت ليك او الحاجات الربنا صرفا عنك بسببا حتتعجب وممكن ما تقدر تحسب زاتو .. ولسة في حاجات كتيرة بتكون لسة ما ظهرت ليك ..
طيب ليه الحاجات دي ما ممكن تحصل إلا بالسيناريو دا ؟ الجواب : لحكم كتيرة بيعرفها ربنا بس ، لأنو هو الوحيد البيعرف ما لم يكن اذا كان كيف يكون ومآلاتو المستقبلية حتكون كيف، .. وطيب ليه بيخفي عننا الحكم دي ؟ .. الجواب لانو دي اللحظات الوحيدة الربنا بختبر فيها قلبك وظنك بيو ..
اتخيل لو في أي مصيبة تحصل ربنا وراك من البداية سر تدبيرو الجميل عليك ووراك كل الفوائد والمكتسبات من الحصل ليك دا كدا مافي زول حيفشل في الاختبار وأصلاً ما حيبقى دا اسمو اختبار ..
وعلى فكرة أهم الاختبارات في الحياة عند ربنا (والدرجاتك فيها هي البتحدد مكانتك عند ربنا) هي الاختبارات المتعلقة بالقلوب .. لانو القلب هو أساس التفاضل عند ربنا .. ((إلا من أتى الله بقلبٍ سليم)) .. ودا لأنو القلب هو البحدد معرفة الانسان لربو ..
واي انسان نجح في اختبارات القلوب دي دا هو العرف ربنا ووصل ليو وهو النجح في اختبار الحياة .. واختبارات ربنا بتكون عملية ما نظرية
(( يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مؤمنين)).
المقداد خالد