رأي ومقالات

نحن جربنا الحرب ومآسيها فما الذي يمكن أن نخافه لنعيد تمكين هؤلاء الخونة من مصير الشعب السوداني؟

ما يُسمى بالقوى المدنية من منتحات ثورة ديسمبر ليس له وجود أو وزن إلا من اعتراف الجيش به. الخطأ الذي وقعت فيه اللجنة الأمنية لنظام الإنقاذ بقبولها بالتفاوض مع هذه القوى كممثل للثورة هو ما منحها وزناً.

ولكن هذه مرحلة قد انتهت. ما عادت هناك ثورة وجماهير مخدوعة أو غير مخدوعة تساند هذه القوى الكرتونية، وهي لا تملك أي أوراق قوة لتغرض بها نفسها، لا جماهير ولا بندقية. كل الذي تملكه هو الدعم الخارجي والرهان على خيابة قيادة القوات المسلحة.

إن رفض الجيش الاعتراف بهذه القوى فليس أمامها سوى أن تهيم على وجهها في الخارج وتطلب اللجوء. لا الشارع سيعيدها إلى السودان ولا بندقية الدعم السريع ولا الدبابات الأمريكية. هذه صفحة يجب أن تُطوى إلى غير رجعة.

نحن جربنا الحرب ومآسيها. فما الذي يمكن أن نخافه لنعيد تمكين هؤلاء الخونة من مصير الشعب السوداني؟ ما الذي يمكن أن يخشاه الجيش ليعترف بهم أساساً؟ هل يخشى هدير الشوارع والملايين التي تفوض هؤلاء العملاء؟

الشارع مع الجيش ومع سحق التمرد وحلفاءه وأعوانه، والمستنفرين في معسكرات الجيش لوحدهم أضعاف القاعدة الجماهيرية لما يسمى بالقوى المدنية بأحزابها وناشطيها وما تبقى من قطيعها، فقط المستنفرين الذين يوجدون داخل معسكرات الجيش أكبر من أي شارع يمثله هؤلاء الخونة.

حليم عباس
حليم عباس