رأي ومقالات

حسين خوجلي يكتب: الرسم بالكلمات

– عندما سأل طالب جزائري بباريس المفكر الجزائري مالك بن نبي متعجباً من موقف القضاء الفرنسي وهو يدافع بشراسة عن مريض مات بخطأ طبي في إحدى المستشفيات، ويصمت صمت القبور في ذات الوقت عن الملايين في الجزائر الذين تغتالهم بدمٍ بارد كتائب الجيش الفرنسي المستعمرة المجرمة. فرد المهندس المفكر بابتسامةٍ ساخرةٍ وحزينة (إن الغرب الصليبي لا يصدر فضائله للآخرين)

– وشابٌ آخر سأل الدكتور الشيخ المجدد حسن الترابي حول انقلاب الجزائر الذي باركه الغرب وهو يغتال انتصار جبهة الانقاذ الجزائري التي اكتسحت أول انتخابات حرةٍ ونزيهة ومشهودة بقيادة الشيخ عباس مدني بأكثر من ٨٠٪؜ من الأصوات فرد الشيخ بجملة حاذقة وذكية تساوي أسفاراً في تفسير الراهن ( إن الغرب لن يسمح للإسلام أن يولد من رحم الديمقراطية)
– علمت مصادرنا أن موسوعة المعارك الأشهر في تاريخ العالم المعاصر قد ضمت معركة مجمع الشفاء بغزة بجانب ووتر لو وكرري والعلمين والتل الكبير وبيرل هاربر وهيروشيما وديانفو والعبور ٧٣ وطوفان القدس. والجدير بالذكر أن معركة مجمع الشفاء قادها الجنرال بنيامين نتنياهو حيث انتصرت كتائب الجيش الإسرائيلي الذي لا يهزم على عدة مئات من الجثث ومرضى السرطان والأطفال الخدج ومرضى غسيل الكلى واحتلوا ببسالة موثقة على الهواء مباشرةً عنبر الولادة والحروق والعمليات والعناية المركزة وخندق يهود باراك.
– وانفتح باب الغناء
الخرطوم كان صحت ورفعت بيارق دينا
وتُقابة الفجر حرقت ضلام الشينة
قدلت بالنصُر عازه وهديل وسكينة
وسودان المَكرمات يرجع مدينة مدينة

– من الجمعيات الصغيرة التي ما زالت في الذاكرة أيام الجامعة مجموعة كانت تهدينا في كل يومٍ آية مع سر الاختيار وفائدة الاستدلال. ومن الآيات التي رشحها أحد الأصدقاء للحفظ والتدبر وجعل العنوان ( فن الاعتراف) وهي تحكي وقوف سيدنا عيسى في خضوع أمام الحق عز وجل والتساؤل العرفاني قال تعالى ( وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۚ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ
الْحَكِيمُ (118)

** حاشية
لاحظ عزيزي القارئ ترفق سيدنا عيسى بقومه رغم خطيئة الشرك ( إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)

وكان خالنا الراحل الحافظ محمد احمد طه الشهير بالفكي حين يصل إلى هذا الموقع من الآية يبكي بكاءً مراً ويقول ببساطة الصوفي المعذب (ود مريم ما حنيّن )

حسين خوجلي