رأي ومقالات

رحلة إلى كردفان 1875م .. وكل السودان فيه بقايا مصريين وأتراك وإرناؤط !

في العام 1875م أرسل الخديوي إسماعيل باشا بعثة مستكشفين ورسامي خرائط قاموا برسم خارطة لكردفان فيها الكثير من مواقع القبائل والحواضر والمعالم (جبال ، قرى ، وديان )
نورد لكم هنا نصوص من تقرير الكولونيل براوت عن طبيعة سكان كردفان المتنوعة.
إن سكان كردفان هم مزيج من البشر ، فقبل الغزو بالجيوش المصرية (1821م) كان السكان ولا شك مزيجا من الأجناس وبعد الغزو فإن عناصر جديدة متعددة أضيفت لتركيبة السكان.
لقد أدخل الغزو والإحتلال الدم التركي ودم الفلاح المصري من مصر السفلى ( شمال مصر) ودم الباشبزوق ( وهم بقايا المماليك من مناطق الشيشان وجهوريات روسيا الجنوبية المسلمة ) والذين كان مناطا بهم الحراسة والتأمين في طول المحافظة وعرضها كل أولئك خلفوا في قراها ( قرى كردفان ) دماء مختلف الأعراق من آسيا الصغرى Asia Minor.
وقد ترك الأغاريق والشوام Levantines آثارهم على سكان المنطقة حيث النساء بعيدات عن العفة Where women are from chaste ( متحررات) وحيث الرجال لديهم ضعف في الوازع والإلتزام Have few scrupules about continence وفي تشكيلة السكان تجد بقايا الرقيق الأحباش والذين صار نسلهم من مكونات السكان ، أضف لذلك التدفق المستمر من القبائل الوثنية من الجنوب ، وعلى ذلك فإنه من الصعب جدا أن تحدد على ضوء ذلك التنوع من الأجناس من هم أهل كردفان (يقصد سكانها الأصليين ) فهنا تشاهد مختلف الملامح والألوان والسمات التي يمكنك أن تجدها من إيطاليا إلى بلاد نيام نيام ( الزاندي في غرب بحر الغزال)
وعلى كل فإن العنصر السائد في الأبيض وفقا لما يذكره تقرير الكولونيل بروات هو نتيجة وليس العنصر الأصلي indigenous حيث يمكنك مشاهدة الكتلة الكبير من المواطنين الأحرار. هنا ( الأبيض) يميل السكان للون البني الغامق مع إحمرار في البشرة والقوام الممشوق وليس قوام الأوروبيين والفلاحين (المصريين). الوجوه بيضاوية oval مع عظام الخد البارزة والعيون كبيرة وممتلئة full والأنوف مستقيمة والشفاه ممتلئة أما الأفواه فهي كبيرة وبارزة. الذقن chin صغير بشكل ملحوظ والشعر خشن woolly والنساء تمشط شعرها بعناية في ضفائر طويلة بينما الرجال الذين تبنوا لبس العمامة يحلقون رؤوسهم عادة ، وبالمحصلة فأنهم في العادة جيدي المظهر ووسيمين.
أما القبائل البدوية التي تنتشر في أرجاء كردفان والتي عادة ما تأتي لسوق الأبيض وقد استقر البعض منها في قرى للزراعة في مختلف أنحاء المحافظة فهم يشكلون جزءا مثيرا للإهتمام من السكان.
يتحرك البدو مع قطعانهم من موقع إلى آخر حسب وفرة المياه والمرعى ومتطلبات زراعتهم البسيطة هم نادرا ما يقومون ببناء قرى من المواد الثابتة ولكنهم يتنقلون في معسكرات مؤقتة تناسب أسلوبهم في الترحال واحتياجاتهم.
وأبقار البدو من السلالة ذات السنام hump-backed variety وهي أليفة جدا والثيران مدربة للركوب وحمل الأحمال وتنتج الأبقار القليل من الحليب وقد تأقلمت على العيش بأقل كمية من المياه وهي تشرب كل يومين أو ثلاث أيام . وبالإضافة لتربية الأبقار فإن لديهم مهنة أخرى : الحرب war ، فهم يشنون الحروب دون راحة ضد بعضهم البعض وضد سكان الجبال وهدفهم الأصلي من القتال هو نهب الأبقار والعبيد slaves على أنهم يحبون القتال لأجل القتال ، وهم ذوي براعة وجرأة نوعا ما في الصيد وليس مثل أهل تقلي Tagalla وهو ما يجعلهم الذين ينظرون للبقارة الذين يأتون لبلدهم لصيد الزراف والأفيال بكل توقير. ومع قدوم الخريف يتحرك البدو للوديان في الجنوب والغرب ويعودون للشمال مرة أخرى مع انحسار المياه وزيادة متاعب الذباب.
وتتكون معسكرات البدو (الفرقان) من مجموعات من القطاطي huts وكل مجموعة في شكل دائرة محاطة بزريبة من الشوك ، وفي داخل هذه الدائرة يزاول السكان شبه العراة nearly naked حياتهم اليومية وترعى الأبقار والأغنام ليلا ، والمستكشف المستعد لتحمل الروائح بحثا عن المعرفة عندما يدخل لهذه المعسكرات سيجد صورة من البدائية والبساطة والتبطل idleness وتتجمع مجمعات الرجال والنساء ذوي البشرة الغامقة و المحمرة تحت الظلال بدون عمل محدد بينما يبدو الأطفال العراة ليس أقل تعطلا من كبارهم.
وعندما استفسر الكولونيل براوت أولئك البدو عن أصلهم فقد أجمعوا (البقارة) أنهم قدموا من الجزيرة العربية Arabia . إن ملامح هؤلاء الناس متميزة فعلا فوجوههم مستديرة وأنوفهم مستقيمة وحسنة الشكل well shaped ولكنها غليظة أكثر ومعقوفة أكثر منها دقيقة ، وشفاههم أكثر سماكة من شفاه عرب الصحراء الشرقية وشعرهم متموج crisp ولحاهم خفيفة للغاية أما ألوانهم فهي برونزية غامقة الحمرة ما يجعلهم ليس أقل جدارة من الهنود الحمر بلقب الرجال الحمر red-men.
وأنا أشك (يقول الميجور براوت) ما إذا كان هناك جنس متطور ما عدا الطبقة العليا من الإنجليز يمكن مقارنتهم بهم من حيث القوام stature والتناسق proportions ، وأنا لم أشاهد أبدا ريفيين peasantry مثلهم ، إن أجسامهم معتدلة القامة ورياضية وشفاههم حادة sinewly limps وأكفهم وأقدامهم الصغيرة الدقيقة تثير الإعجاب ربما في أية مكان في العالم.
مواقع وقبائل يمكن قراءة إسماءها من خارطة كردفان 1875م للميجور براوت في الخارطة التاريخية وفي جوجل إيرث.
الترعة الخضرا Tirra El Hadra
جبل عرشكول G. Arrash Kol
الكبابيش البدو Kababish Bedouins
جبل أبو حديد Abou Hadid
بدو الحسانية Hassanieh Bedouins
البقارة الجمع Bagarra Gimeh
جبل كون G.Kohn
جبل السرج El Serrig
درفيسة Drefissa
جوامعة Gouameh
جبل كاجا Gebal Kagga
جبل جفالة
قرويد Grewit
شركيلة Sharkeleh
جبل الداير Gebal Dair
خور أبو حبل Khor Abou Hable
الرهد El Rahad
الأبيض
حلة حامد
دار حامد Dar Hamid
الطويشة Taouesha
بقارة هبانية Bagara Habanieh
دار تقلي Dar Tagalla
بقارة حوازمة Bagarra Howazma
الغديات Ghodiat جنوب الأبيض ومرة أخرى شمال خط عرض 13
الجوامعة Gowameh
الطيارة Taiarra
دار نوبة Dar Nouba
جبل الدلنج G.Dilling
الغلفان Ghoulfang
يمكنك عزيزي القارئ أن تساهم بقراءة مواقع أخرى كذلك.
#كمال_حامد
مرفقات :
خارطة براوت / خارطة جوجل إيرث / في التعليقات صور صفحات من التقرير للمساهمة في تدقيق وتصحيح الترجمة.
ملف خارطة كردفان التاريخية كبير الحجم وينصح بتنزيله أولا على الجهاز ثم تكبيره لقراءة الكتابة.

كمال حامد