إلى ياسر عرمان، ليقرأ عليك كيكل قُداسهُ
لا أدري كيف يمكن لإنسان أن يثق ولو بالظن، في قوات كعصابات الدعم السريع، التي جابت الخرطوم فساداً وسرقة وقتلت، فتسورت البيوت وهتكت الحرمات، وسالت دماء السودانيين، كما حملات الإستعمار، التي قادتها سفنهم إلى شعوب الجنوب.
لم تلبث هذه العصابات إلا أن كشفت نيتها، وهي أنها ضد المواطن أولا، و الدولة، وتركت حربها التي إدعتها زيفاً وخديعة وألقت بها على طاولة السياسيين و وفودها التفاوضية، يزينون سوء العمل و الجريمة في مسرح هزيل أسموه إتفاق جدة! الذي تنصلو عنه عشية توقيعه.
فدمرت الخرطوم و شردت 25 مليون سوداني وأفقرت القطاعات الإنتاجية، عنوة بكيد السلاح وأمام مسمع السفارة الأمريكية و وفدها الذي قرر أن الفاشر مدينة مهمة لأجندته وأردمتا نسياً منسياً، فكانت فواجع الوحدة الإدارية التي قُتل سُكانها لا لشيء سوى لجنون أصاب هؤلاء الكلاب المسعورة. وبصيغة إثنية واضحة.
عدسات النشطاء الذين فروا وقرروا أن هذه الحرب حرب (كِيزان) يجب أن يكونوا على حياد فأقاموا الورش في عواصم أفريقية، وإبتدورا حوارات سياسية. بينما أفئدة المغتصبات ممزقة من أفعال فصيلهم العسكري، وأطفال السودان قد حُفيت أقدامهم من السير في دروب النزوح.
فوق هذا كله يخرج إلينا (سلول السياسية السودانية) ياسر عرمان ليحدث الناس عن وجوب الإنسانية و ضرورة عقد إتفاق مع مجرمي الحرب.
كأن عرمان من فوق محاريب النور يخرج للناس ليقول الإنسانية أولا، بالرغم من أنه يعلم بأن الدعم السريع عصابات غاشمة إرتكبت كافة الجرائم التي توجب أن يلقوا بهم في أخدود ومن ثم يصب عليهم لعنة الناس في قرى السودان ومدنه الدامية،التي تعاني الجوع والخوف.
عاثت المليشيا منذ الخامس عشر فسادا في الأرض و العرض، تحت مسميات الفلول و الكيزان التي لم نجد لها أي وقع ولا يمكن لطفل حتى أن يصدقها. وعرمان يقول الكيزان في كل صيحة وهجوم تحمله المليشيا.
إليك يا ياسر عرمان أنت وابنة الإمام الصادق المهدي، التي إدعت أن الدعم السريع في بيوت المواطنين لأن طيران القوات المسلحة يقصفهم، لتأتي وترينا كم قذيفة قد أسقطها الطيران عليهم حتى يجعلوا أرض الجزيرة يباب بعد أن كانت سنابلها تطعم الجوعى و المساكين.
ليأتي كيكل و يتلو عليك يا ياسر عرمان قُداس الدم و الدموع، ولتقرع هذه العصابات أجراس كنائس الممالك القديمة، التي قامت على ضفاف النيل في تلك المساحات حتى ترتوي من كأس كذبك. ولو أن الله أنبت في الأرض شجرة نفاق وزيف، فهو أنت!
إن هذه الحرب هي ضد الشعب، ضد أمن السودانيين وأمانهم وليست ضد أي جهة كما تدعي المليشيا، ويحرفها هؤلاء الضالة المتخمين من المال السياسي الفاسد، سيأتي اليوم الذي تعلق فيه عاريا على صفحات التاريخ أنت وكلاب آوى المحيطة بك، حينها ستعلم أي غرس حصدته طوال أعوام الزيف هذه، وإن غدا لناظره قريب!
وعلى كل سوداني أن يحمي نفسه وعرضه فهؤلاء لن يفهموا إلا لغة السلاح لأن السلام الذي ننشده لن يأتي على سرابيل ملطخة بدماء نساء السودان أو أطفاله وما حدث في الجزيرة جرس إنذار واجب أن يتعلمه الجميع. وعاشت المقاومة وعاشت الأمة السودانية واحدة متحدة.
حسان الناصر