إبراهيم عثمان: أحلامنا وكوابيسهم
توفر مواقف قحت المركزي الأدلة الكافية لإثبات أن أحلام المواطنين هي كوابيسها تماماً كما هي كوابيس الدعم السريع، ومن ذلك رفضها للاستجابة للاستنفار الذي دعا له الجيش، فكل الأدلة تثبت أن موقفها ضده يتطابق من حيث المنطلقات والأهداف مع موقف المتمردين :
* يحلم المتمردون بأن يذهل الناس عن حقيقة أنهم يذهبون إلى المواطنين في منازلهم ومتاجرهم ومزارعهم ويستهدفونهم مباشرةً، ويريدون أن يصوروا استعداد المواطنين للدفاع عن أنفسهم كعدوان، وقحت المركزي تتفق معهم في فرية العدوان هذه .
* يحلم المتمردون بالنهب والسلب والاغتصاب والتنكيل بالمواطنين بلا إزعاج وبلا أي مقاومة، وقحت المركزي، برفضها القوي للمقاومة، تدعم هذا الحلم .
* يحلم المتمردون بتعايش المواطنين معهم رغم إجرامهم، وتشاركهم قحت المركزي هذا الحلم .
* يحلم المتمردون بألا تنعكس جرائمهم في موقف كلي من المواطنين ضدهم، وتتفق معهم قحت المركزي : طه عثمان اسحاق ( لسنا منظمة حقوقية … والقصد جر الحرية والتغيير “لموقف سياسي محدد” لإدنة محددة ودا ما بحصل من الحرية والتغيير ) .
* يحلم المتمردون بأن يخطفوا ويقتلوا من يصنفونهم أعداء من المواطنين بدون أي مقاومة، وهذا يطابق حلم قحت المركزي المعلن بـ “تدمير القوى الخشنة” لخصومها .
* يحلم المتمردون بحرمان الجيش من السند الشعبي، وهذا يلائم مصالح قحت المركزي، ولذلك تطلب ( صراحةً ) عدم إسناد الجيش .
* يحلم المتمردون باستنفار المواطنين لصالحهم، وقحت المركزي لم تعترض على ما يقوم به المتمردون بهذا الخصوص .
* يحلم المتمردون بتقليل صعوبة اجتياحهم للقرى والمدن، وهذا يتماشى مع رغبة قحت المركزي في فرض تفاوض يرجح كفة المتمردين ويضمن لهم دوراً سياسياً ( أعلنت ) على لسان طه عثمان اسحاق، وعبر جملة مواقفها، أنها تدعمه، وهي تظن أنها تقترب من تحقيق هذا الهدف كلما توسعت “سيطرة” الدعم السريع .
* يحلم المتمردون باعتماد المناطق التي يجتاحونها كمناطق “محررة” خالية من المقاومة الشعبية ومن عمل الجيش، ويتمتعون فيها بسيطرة كاملة وهادئة . تتماشى قحت المركزي مع هذا الحلم، ولهذا اعتبرت ضربهم بالطيران في نيالا ( توسيعاً لرقعة الحرب ) كما جاء في تصريح خالد سلك ( الأفعال التي توسع رقعة الحرب سواءاً كانت بالهجوم على ود مدني من قبل قوات الدعم السريع، أو بقصف طيران القوات المسلحة لنيالا بالأمس هي أفعال مدانة بأشد عبارات الإدانة ) .
إبراهيم عثمان