حسان الناصر: أخرجوا من زيف ديسمبر!
من المضحك أن تتحول شخصية قائد التمرد إلى موضوع نزاع، حتى يكون اختفاء أو ظهوره أمر له قيمة سياسية، رغم حضوره في الحياة اليومية لمعاناة الناس و لألمهم و للموت و الإنتهاكات التي تحدث بصورة يومية و مستمرة.
إن غشاء ديسمبر هذا إن لم ينزع من عقول الناس ومن طبيعة تفكيرهم في السياسة فإن هذا المخطط سيكتمل، حينها سيتم إنتاج الدولة و المجتمع على هوى الأذرع التي شكلت المشهد منذ بدايته.
لذلك على كل القوى الوطنية التي تحرس مشروعها، أن تفهم بأنها لا تقاتل من أجل صد المليشيا أو مجرد مسألة عدوان فقط وإنما تقاوم مخطط متكامل يتم تشكيله منذ فترة ليست بالقصيرة.
المسألة ليست متعلقة بالعارض، الذي يتجسد في الأزمة القائمة و إنما بالمشكلة الأساسية، في كيف توفرت الشروط و الظروف التي من خلالها تحول حميدتي من مجرد تابع/سمسار، إلى خنجر يمزق جسد الدولة.
يقيني الكامل أن هذه المليشيا ليست ركن أساسي في المواجهة الحالية، وإنما هي مجرد أداة عارضة في مشروع طويل و مكثف، هذا التحليل يستند على واقع ما أفرزته هذه المليشيا على مستويات مختلفة.
لذلك إن النظر إلى المليشيا كفاعل مستقل أو كفاعل يمتلك وعي بما يقوم به، هو مشكلة لأنها يخرجها خارج وضعتيها وتطورها ضمن سياق مواجهة تحتم علينا أن نتجه إليها.
علينا دائما أن نستشعر المنهجية التي نتعامل بها مع الحدث فأحيانا نستهلك وقت طويل في الفهم ونذهب إلى مسارات فاشلة.
حسان الناصر