لمسة الفن والموضة مع التقاليد: أسرار القاهرة.. مدينة الموتى والأحياء
يأتي كثيرٌ من السائحين إلى مصر، لزيارة الآثار المتناثرة على كلِّ شبرٍ من أراضيها، لكنَّ بعضَهم يأتي إليها، مدفوعاً بحالة من الحنين لزيارة القاهرة، المدينة الساحرة التي خلبتْ لُبَّ أدباء وفنانين وسياسيين عرب وعالميين.
إن سرتَ في شوارعِها ستدركُ، بقليل من الجهد، أنها ليست مدينة واحدة وإنما عدة مدن، تلوحُ الأهرامات لتذكِّرك بالفراعنة، والمساجد العتيقة والأسبلة والمقابر التاريخية لتعيدك إلى زمن عظمة الدول الإسلامية المتعاقبة، ولمسة الحداثة لتقول لك إنها لا تتخلَّف عن ركب الحضارة الجديدة. مدينة تتجاور فيها الخرسانة الصَّماء مع لمسة الفن، والفقر مع الثراء الفاحش، والموضة مع التقاليد.
الفسطاط
مؤخراً صدر كتاب من جزءين بعنوان “القاهرة مُؤرَّخة.. مشاهد من ثقافة وتمثيل المدينة عبر الزمن” من إعداد وتحرير وتقديم الدكتور نزار الصياد، وبمشاركة نخبة من خبراء المعمار والتراث والتاريخ، كلُّ فصل يُقدِّم صورة للقاهرة، والجزءان معاً يشكلان موسوعة مهمة سنحاول تقديم لمحاتٍ منها في هذا العرض.
يتناول الجزء الأول تاريخ المدينة من بداية دخول الإسلام مصر، وحتى بداية القرن العشرين. يقول عبد الرحمن الطويل في فصل بعنوان “الفسطاط.. عن حتمية الموقع وتطور المدينة” إن القاهرة تضمُّ أجناساً مختلفة وعقائد شتى طوال تاريخها، وقد وصل الأمر إلى ذروته عدة مرات، أولها عند حضور الفاطميين من تونس، ثم المماليك من مناطق مختلفة، مثل آسيا وآسيا الصغرى، وأخيراً في الحقبة الخديوية التي بدأت بالخديو إسماعيل والاحتلال البريطاني وانتهت بالملك فاروق. تغيَّرت القاهرة، بشكل جذري، في عهد عبد الناصر عدما تم وضع قيود ليس فقط على تحرُّكات السكان وإنما على حركة رأس المال أيضاً، مما أفقدها بعض صفاتها الكوزموباليتانية، ثم فتحت أبوابها للعالم، مرة أخرى، مع قدوم الانفتاح الاقتصادي لتعيد اكتساب درجة من الحيوية الحضرية والعمرانية، وما زالت القاهرة تتطلع إلى أن تصبح مدينة عالمية لكن بشخصية أخرى مختلفة مُتوجِّهة إلى الشرق ومنطقة الخليج العربي، بدلاً من أوروبا بدولها الاستعمارية السابقة في الشمال.
تعرضت مدينة الفسطاط، بحسب الطويل، في سنة 1168 لأقسى ضربة أضرَّت بعمارنها، وأفقدتها مكانتها في صدارة المدن بمصر لصالح القاهرة. حيث أحرق الوزير الفاطمي “شاور بن مجير السعدي” المدينة خوفاً من هجمة صليبية وشيكة، كانت قد وصلت إلى بلبيس، وفعلت بأهلها الفظائع، وبثت أخبارها الرعب في قلوب أهل الفسطاط والقاهرة، فقرر شاور الدفاع عن القاهرة المسورة وضحَّى بالفسطاط غير المسوَّرة لعجزه عن حماية المدينتين.
حاول عبدالرحمن الطويل استكشاف الأسباب العسكرية والاجتماعية لعدم تسوير المدينة والبدائل التأمينية التي وفَّرتها السلطات في العصور المختلفة، وأول سبب يراه هو أن المدن الأمصار التي أسَّسها العرب في عصر الفتوحات لم تعرف التسوير، مَثَلُ الفسطاط في هذا كمثل البصرة والكوفة، والسبب الثاني أن العرب في جاهليتهم لم يعرفوا المدن المسوَّرة إلا باستثناءات محدودة وكان الغالب عليهم المدن والقرى ذوات الحصون، يلجأون إلى حصونها إذا دهمهم عدو، والثالث أن المدينة ظلت عاصمة ولاية لمدة قرنين ونصف منذ نشأتها، ولم تحكمها أسرة حاكمة يشغلها تأمين ملكها وحمايته من غزو الغزاة، والرابع أن الفسطاط نشأت منذ اللحظة الأولى على ساحل النيل، ومع نمو المدينة صار دور الميناء التجاري، على النيل، أحد أدوارها الأساسية، وأحد أسباب ازدهارها الاقتصادي غير المسبوق.
وكثيراً ما لفتت كثرة السفن على ساحل الفسطاط انتباه الرحَّالة والزائرين وانتزعت دهشتهم، كما يحكي المقدسي، الذي زارها في بداية العصر الفاطمي. يقول: “كنت يوماً أتمشَّى على الساحل وأتعجَّب من كثرة المراكب الراسية والسائرة، وقال لي رجل منهم من أين أنت؟ قلت من بيت المقدس، قال بلد كبير، أُعلمُك يا سيدي، أعزَّك الله، أنَّ على هذا الساحل، وما قد أقلع منه إلى البلدان والقرى، من المراكبِ ما لو ذهبتْ إلى بلدِك لحملتْ أهلّها وآلاتِها وحجارتَها وخشبَها حتى يُقال كان ها هنا مدينة”.
لم تعرف الفسطاط سوراً طيلة القرون الخمسة الأولى، كما يذهب الطويل، وهو ما منحها حرية التوسعِ والتمدُّدِ في عصورها المُبكِّرة فنشأت خططها خلال عصر التأسيس متباعدة، وعلى رقعة شاسعة، ومن إحدى هذه الخطط ظهرت القرافة، فباتت مدينة للموتى والأحياء معاً، وتمددت شرقاً وشمالاً وجنوباً لتمنح صفتي الازدواجية والاتساع لجبَّانات القاهرة.
القطائع
وفي فصل “القطائع.. زيارة للمدينة المفقودة قبل القاهرة”، يعود الباحث طارق سويلم إلى نشأة أحمد بن طولون في مدينة سامرَّاء العاصمة الإمبراطورية الجديدة، التي تأسست عام 836م حيث كانت مدينة ساحرة مليئة بالقصور والدور الفارهة وميادين السباق المتقنة والمساجد وأماكن الترفيه الرائعة، يقول إنه ما من شك أحبَّ أسلوب حياته في سامرَّاء حتى أنه بمجرد تعيينه والياً لمصر شرع في بناء مدينة الأحلام لنفسه، مدينة تضاهي معشوقته سامرَّاء، وبذلك أصبحت تلك المدينة تُعرف بالقطائع عام 870م وأضحت ثالث عاصمة إسلامية لمصر بعد مدينتي “الفسطاط” و”العسكر”.
قُسِّمت المدينة الجديدة إلى مناطق وخُصِّص كل منها لقبيلة أو مجموعة راقية أو لطبقة اجتماعية من السكان الذين رافقوا ابن طولون من سامرَّاء إلى مصر، وسُمِّيت المناطق على أسمائهم، ويُفسِّر هذا التكوين الاجتماعي والمكاني، بحسب سويلم، سبب تسمية المدينة بالقطائع التي تعني “الحي” كما قُسِّمت الأحياء إلى “سكك” و”أزقة” ضيِّقة بها مساجد ومطاحن وحمَّامات عامة ومخابز، وكانت بعض الأحياء مُخصَّصة لخدم القصر.
ووفقاً لابن دقماق والمقريزي بدأ ابن طولون بتشييد قصره وملعبه عام 869م، ثم قام، بعد فترة، بتوسعته وتحسينه وتجميله، وضمَّ إلى أراضيه ميداناً رائعاً أو “ساحة عرض مفتوحة” حيث كانت تُمارس الألعاب.
عندنا توفي أحمد بن طولون ورث ابنه الأسطورة خمارويه ثروته العظيمة، ولكنه كان أضعف من أبيه، إذ انغمس في الممارسات الغريبة ومتع الحياة وملذاتها المفرطة، ولأن خمارويه حوَّل أرض العرض المفتوح إلى بستان.. فقد قام ببناء ساحة عرض أخرى، أكبر مساحة، كما بنى جناحاً محلياً آخر في قصره، أطلق عليه اسم “الدِّكة” وأسَّسه بأنواع مختلفة من الأثاث والستائر والسجاد يتم تغييرها حسب المواسم، ويقع هذا الجناح داخل مجمع القصر، وقد استخدم خمارويه هذا الجناح كثيراً حيث كان يجلس هناك ليستمتع بمنظر حدائقه وأشجاره النباتية وكذلك المدينة والتلال ونهر النيل والصحراء مما يدل على ارتفاع الموقع. يقول المقريزي إن جدران القصر كانت مُزيَّنة بصفائح من الذهب ومُرصَّعة بالذهب المشغول باللازورد، وكان خمارويه شخصاً رومانسياً أحب زوجته “بوران” كثيراً، ولذلك أقام لها جناحاً جميلاً أطلق عليه “بيت الذهب” مبطَّناً بالكامل من الذهب.
وكان حيُّ الميدان له عدد من الأبواب أو البوابات يستعرضها طارق سويلم، وهي باب الصوالجة، وباب الخاصة “بوابة الرجال الكرام”، و”باب الحرم: باب أجنحة النساء”، وباب الجبل، وباب الدرمون، وباب الدعناج، وباب الساج، وباب الصلاة، كما يستعرض مقابر ابن طولون وخمارويه، والشارع الأعظم، وقبر سيدي هارون، ودار الإمارة، ومسجد ابن طولون، وأسواق المدينة، وقبة الهواء، ويقول إنه للأسف في عام 905م هاجم جيش من الجنود بقيادة القائد العباسي “محمد بن سليمان الكاتب” مصر، وبعد مقاومة محدودة استسلمت المدينة ودُمِّرت وسُوِّيت جميع المباني الرئيسية بالأرض، لدرجة أنه تم حراثة القصر الملكي، وهذا يعني أن جميع المباني الفخمة بما في ذلك قصر الحريم والأجنحة المقبَّبة في الدِّكة وبيت الذهب تعرضت للنهب مثلما سويت بالأرض. وتستمر مدينة القطائع في الموت ببطء وأضحت كل من مدينتي القطائع والعسكر في حالة بائسة، لدرجة أنه بعد قرن ونصف بُني سور حولهما لإخفاء حالتهما البائسة عن بقية العاصمة الكبرى العاصمة.
القاهرة الفاطمية
ويُخصِّص حسن حافظ دراسته في فصل “مدينة الظاهر والباطن” للقاهرة الفاطمية، مؤكداً أنها عاشت بروحين، بين ظاهرها كمقر ملكي لخلفاء فاطميين يحكمون رعايا من مختلف المذاهب والأديان، وبين باطنها كمقر للدعوة الإسماعيلية، حيث يُنظرُ من خلالها للقاهرة كمدينة مقدسة، لأنها محل للأئمة.
هذه الثنائية حكمت كل شيء في المدينة الفاطمية، وتم إغلاق أبواب القاهرة “المدينة المقدَّسة” وقصرها على الخليفة وحاشيته الإسماعيلية ومنع دخول الرعيَّة، من أهالي الفسطاط، إلى الاحتفالات الفاطمية ذات البذخ الأسطوري إلا بشروط مُعيَّنة. ويلفت حسن حافظ إلى أن تلك الاحتفالات أُجريتْ في محيط القصور الفاطمية، فضلاً عن المنشآت الأخرى، واستُخدمت في تكريس عظمة الفاطميين، باعتبارهم خلفاء يصارعون خلفاء العباسيين على الشرعية في العالم الإسلامي، وكان الجامع الأزهر مقراً لنشر الفقه الإسماعيلي ولذلك سُمح لكل مسلم بحضور هذه الدروس.
المماليك
وفي فصل بعنوان “بناء قاهرة المماليك” تبدأ أمنية عبد البر دراستها بالتأكيد على أن المماليك كانوا بناءين عظاماً، وقد لعب اهتمامهم بالقاهرة دوراً أساسياً في خلق هذا إرث هائل تشتهر به المدينة، ولأن الطبقة الحاكمة كانت تسيطر على جميع الجوانب المالية والتقنية تطورت بالتالي القاهرة بسرعة كبيرة جداً، وتحولت إلى مدينة نابضة بالحياة تعكس رغبات وطموحات حاكميها، هذه الرعاية المدهشة منحت العاصمة المصرية بُعداً مهيباً جديداً خاصة مع نموها وتمدُّدها خارج حدودها.
تقول أمنية عبد البر إن هدم القصور الفاطمية بدأ في عصر الأيوبيين، حيث حُوِّلتْ بعض المساحات إلى بيوتٍ للطبقات العليا الجديدة، وأُخليتْ قصور أخرى، لإعادة استخدام أرضها في بناء منشآت دينية، وقد بنى صلاح الدين خانقاه وبيمارستان لكنهما اختفيا اليوم، أما السلطان الكامل فقد استكمل بناء مدرسة وربْع، على قطعة أرض تضم أجزاء من القصور الغربية، كما قام السلطان الصالح بهدم جزء من القصور الشرقية ليقيم مدرستيه، ثم جاءت شجرة الدُّر واتخذت قراراً جريئاً بإقامة ضريح زوجها المتوفي في موقع مركزي بالمدينة، فهدمت الإيوان المخصص للمذهب المالكي، الواقع على الجزء الشمالي من مدرسة الصالح، وشيَّدت قبَّة مكانه، كما انتقلت وزوجها المملوكي الجديد، السلطان المعز أيبك، إلى خارج المدينة، حيث كانت الأرض متاحة بوفرة، وبنت مدرستها الجنائزية في مقابر السيدة نفيسة، أما بيبرس فبعد عامين من توليه حكم السلطنة أمر أحفاد العاضد، آخر الخلفاء الفاطميين، بنقل ملكية ممتلكاتهم كافة داخل القصور الفاطمية وملحقاتها إلى بيت المال، وهكذا تم بشكل شرعي تجريد الأصحاب الشرعيين من أملاكهم، ومنحها للدولة المملوكية، ثم جاء المنصور قلاوون إلى الحكم وهو أحد أعظم بناة القاهرة، وبعد أربع سنوات من تأمين حكمه أسَّس في مقابر السيدة نفيسة مدرسة جنائزية لزوجته فاطمة خاتون، ودفن بعد ذلك ابنهما ووريثه الصالح فيها، وبنى قلاوون، في ثلاثة عشر شهراً فقط، مجموعته الجنائزية وهي تمثل أحد أكثر مواقع البناء طموحاً في القاهرة ومثالاً للمعمار المبهر وروعة التصميم ودقة الصنع حتى اليوم.
سقط المماليك على يد العثمانيين، بشكل مباغت وعنيف، إلا أن إرثهم، بحسب أمنية عبد البر، لا يزال حياً حتى اليوم ورعايتهم للعمارة تقرُّها معالم راقية صنعوها وتركوها وراءهم.
قاهرة النصارى
أما الباحث حامد محمد حامد فيخصص دراسته لـ”قاهرة النصارى في عصر سلاطين المماليك”، ويمنحنا تفسيراً لاستخدام لفظ “النصارى”، مع أنه يعترف بأنه فج ويفتقر للذوق. يقول: “وجه الفجاجة ليست مجرد استخدام مصطلح قديم لوصف معتنقي الديانة المسيحية، ولكن لأن مصطلح النصارى يستدعي حمولة معرفية تاريخية واجتماعية شديدة الوطأة ومختلفة كل الاختلاف عن مصطلح المسيحيين الحداثي”.
ويستدعي حادثة حكاها المقريزي، جرت في أواخر دولة المماليك البحرية، حين قدم إلى القاهرة عدد من مسالمة النصارى وأعلنوا ارتدادهم عن الإسلام. كان من الممكن لهم أن يكتموا حقيقة إيمانهم كما فعل كثيرون ولكن هدفهم كان واضحاً. أرادوا أن يتطهَّروا من خطيئتهم علانية، ويقدموا أرواحهم للمسيح، وقد نالوا ما تمنوه فقُتِلوا تحت شبَّاك المدرسة الصالحية بـ”بين القصرين”، ربما قريباً من الموضع الذي تشغله اليوم محال بيع الحلي والأحجار الكريمة.
أعياد النصارى، بحسب حامد، تعطينا فرصة لتأمل الطريقة التي كان يتم بها الاحتفال وأماكنه، ولعل أشهر أعياد النصارى هو عيد “النيروز”، أي رأس السنة القبطية. كان الاحتفال يكسر كل الأعراف والمحاذير، وتُعطَّل فيه الأعمال وتُغلَقُ الأسواق، ويرشُّ الناس بعضهم بالماء في الشوارع، وكذلك يتقاذفون البيض، وكان فلاحو شبرا من النصارى يعتمدون في سداد ما عليهم للدولة من مبيعات الخمور في هذا اليوم وحده، وعلى ساحل النهر كان المحتفلون ينصبون خيامهم حتى تملأ ضفَّة النيل، فكانت تلك الخيام السبب وراء تسمية شبرا إلى اليوم بـ”شبرا الخيمة”..
يقول حامد: “في أثناء الحروب الصليبية يمكننا تخيل أن الوجدان الشعبي كان مُحمَّلاً بالغضب نحو النصارى. صحيح أنه غضب غير منطقي، بحكم اختلاف عقيدة الأقباط اليعاقبة، عن عقيدة الصليبيين، ولكن من قال إن العقل الشعبي والحماسة الدينية في أوج فورتها تحتكم للعقل أو التفكير المنطقي؟ حدث ذلك مع انتشار حوادث اشتعال أماكن في القاهرة، أيام السلطان الظاهر بيبرس، وحمَّلت الرواية الرسمية مسؤولية إشعال الحرائق لنصارى القاهرة، الذين ثارت ثائرتهم من انتصارات بيبرس على الصليبيين في الشام، ومع أنه لم يثبت تورُّط النصارى في الحريق، من قريب أو بعيد، إلا أن المناخ العام كان مهيأ لقبول الفكرة”.
ومع تداعي الفسطاط فترة حكم السلاطين المماليك، كما يذهب حامد، لم يكن أمام نصاراها، الذين كانوا حرفيين وكتَّاباً، سوى الانتقال شمالاً نحو القاهرة المكتظة بالسكان، لكن أحياء النصارى الموروثة منذ أيام الفاطميين بالعاصمة لم تعد قادرة على استيعاب نصارى الفسطاط، فضلاً عن أن المشاعر العداية كانت سائدة طوال حكم المماليك البحرية، بدافع من الحروب الصليبية، وبالتالي انتقل نصارى الفسطاط للإقامة في ضواحي القاهرة البعيدة”.
تمضي فصول الكتاب، بجزءيه، راسمة لوحة متكاملة للقاهرة، كل فصل يشبه مكعب البازل، يكمل جزءاً من تلك اللوحة، من “القاهرة العثمانية”، إلى قاهرة إبراهيم إلى قاهرة إسماعيل، ومن خرائط الحملة الفرنسية للقاهرة، إلى القاهرة في المعارض الدولية، إلى القاهرة في رواية “بين القصرين” لنجيب محفوظ.
حسن عبدالموجود – صحيفة عمان