حين تصبح الحرب هي “الحل”!
بين محاولة واشنطن، إنقاذ الاحتلال من مأزقه. وسعي نتانياهو، لتوريط الأمريكيين أكثر. هل يمضي نتانياهو، بخيارات بن جفير، ويتجاهل أطروحات بايدن؟. في زمن الانتخابات تتغلب المصالح الشخصية للمرشحين، علي مصلحة الحكومات والدول. وفي حالة بايدن ونتانياهو. فالأول طمعا في أصوات يهودية خلال الانتخابات، دعم إلي حد الشراكة الفجة، العدوان الإسرائيلي علي غزة. والثاني، جاهز لتوريط الكيان بمخاطر وجودية في المراهنة علي بقائه في السلطة.
يحاول بايدن، إنقاذ تل أبيب ونتانياهو، من مأزق تورطا فيه وانتشالهما من الفشل الغارق في صمود غزة. فقد تلطخت سمعة الكيان بدماء الفلسطينيين المدنيين في مجازر لا يذكر التاريخ مثلها. وانهار الادعاء الغربي، وتحديدا في أوروبا، بأن إسرائيل، دولة ديمقراطية، وبات يحاكم بجرائم الحرب أمام العالم. ومعها فقدت واشنطن، كثيرا من سمعتها ومزاعمها بكونها الحامية لحقوق الإنسان، والمدافع عن حياة الأطفال والنساء والشيوخ. وخسرت من هيبتها في البحر الأحمر، بوجه اليمن، الكثير والكثير.
لذلك يحاول بايدن، جاهدا أن لا تسقط إسرائيل. ولإنقاذها يطرح أقل ما يمكن أن يرضي به المجتمع الدولي والعالم. دولة فلسطينية، لكن من دون سيادة. ويدعي أنه قادر علي إقناع نتانياهو بها. ومع ذلك يرفض الأخير. الخطط المطروحة يشارك بها الجميع دوليا وإقليميا، باستثناء المقاومة الفلسطينية المعنية الأولي بوقف إطلاق النار وتبادل الأسري وضمان حقوق الفلسطينيين. قبل أن تعرض حتى علي السلطة الفلسطينية، يرفضها نتانياهو. السيادة الفلسطينية علي غزة يرفضها علنا نتانياهو. وفكرة أن تشمل الدولة الفلسطينية، الضفة الغربية يرفضها نتانياهو، الدعوة إلي أن تكون القدس عاصمة لها، يرفضها أيضا. مطلب إطلاق سراح كل المعتقلين من سجون الاحتلال، وحق العودة، يرفضه نتانياهو.
فعن أي دولة يتحدث بايدن أو غيره؟. للبيت الأبيض، رأي منحاز لإسرائيل، في حل القضية الفلسطينية، ولحلفائه الأوروبيين رأي خاضع لرغباته. وللدول العربية رأي في إنهاء الصراع مع الاحتلال. ولكن ما هو أهم وأساسي وذو شأن، رأي فصائل المقاومة الفلسطينية وشعبها. وبطبيعة الحال، في مواجهة الاحتلال لابد من أن يكون لمحور المقاومة رأي. فما بين رأي الشعب الفلسطيني، ورأي نتانياهو ومن معه. لمن ستكون الغلبة؟.
ابراهيم النجار – صدى البلد