اليابان ودول العالم الثالث
عندما خرجت اليابان من بين فكي الرحا رمادًا ودمارًا، وظن العالم أنها لن تقوم لها قائمة بعد ذلك، لكنها انتفضت بولادة جديدة مختلفة كليًّا على جميع الأصعدة، وفي مقدمتها بناء الإنسان وإعادة بناء الوطن. إن دولة تتجاوز قنبلتين ذريتين تصلح لتكون قدوة يحتذى بها.
اليابان اليوم في مصاف الدول الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتكنولوجية والتنظيمية، مما دفع أحدهم لتأليف كتاب عن ثقافة التنظيم والترتيب في اليابان. هذه الدولة صارت مثالاً خلاقًا في كل شيء تقريبًا، وفي مصاف الدول المتقدمة والعظمى.
أما دول العالم الثالث فللأسف ما زالت في آخر الركب ومنها دول عربية، ويعود سبب هذا التخلف واستمراره إلى أمور كثيرة ومنها:
– سوء إدارة الحكم في هذه الدولة وآلية إدارة الدولة، حيث على الورق هناك خطط ومشاريع يتم وضعها وتضع منهجية لتطبيق هذه الخطط لكن ذلك لا يتم إما لبطء في تنفيذ هذه المشاريع أو تكون وعودا وشعارات ترفعها هذه الحكومات التي تسعى إلى تحقيق مصالحها على حساب الوطن.
– الفساد المستشري في هذه الأنظمة هو سبب تخلفها وأصبح شوكة في جسدها، حتى أصبحت تتصدر مؤشرات الفساد وأصبح هذا الفساد عادياً.
– الاضطرابات السياسية من أسباب هذا التخلف، عدم الاستقرار السياسي يوجد أرضية غير صلبة وبيئة طاردة للمستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال.
– ونضيف إليها الحروب وكذلك الأمية وانتشار الجهل والأمية وعدم وجود جودة تعليم ترفع من كفاءة المتعلم وغيرها.
– لكن من أهم أسباب التخلف الاعتقاد الكامل لدى دول العالم الثالث بأنها لا تستطيع القيام بأعبائها دون مساعدة الدول الأجنبية والوقوف معها، مع أن المساعدات مقبولة إلى حدٍ ما وليس تسليم عقولهم للآخرين.
وفِي الختام عرفنا الآن الفرق بين من يتولى الإدارة لدى هذه البلدان وبين من يتولى إدارة اليابان حيث رموا بقفاز التحدي للصعاب وصعدوا القمة ونحن ما زلنا في القاع كدول عالم ثالث والسبب قتل الهمة، وعدم القدرة على خلق المستحيل كما فعلت اليابان.
د. سعد بن حوفان الهاجري – الشرق القطرية