رأي ومقالات

الكويت.. السلام بالنظر والإيماء بالإشارة .. عدم المصافحة باليد لمواساة أهل الفقيد

حرصا من وزارة الصحة الكويتية على صحة وسلامة المعزين في المقابر، صدر القرار الخاص بعدم المصافحة باليد لمواساة أهل الفقيد، وذلك في إطار الاجراءات الاحترازية لمنع انتقال العدوى تماشيا مع ظروف تشمل كل انحاء الكرة الارضية بسبب كثرة التعداد البشري وسهولة انتشار الفيروسات المستحدثة في العالم.

كما يأتي ذلك القرار حرصا على صحة المُسنين ومن يشكون ضعف المناعة الجسدية، وتفاديا لنقل الامراض من شخص إلى آخر، وذلك بهدف تقليل عدد المصابين والمرضى وما يتعرضون له من آلام قد تؤدي للوفاة، وايضا لتخفيف العبء عن وزارة الصحة نظرا للانتشار السريع للعدوى من شخص إلى آخر في التجمعات كالعزاء.

ونقول هنا حبذا لو يسري هذا الحظر على تجمعات العزاء للنساء وفي صالات الأفراح في المناسبات، وكذلك زيادة التوعية الصحية للجميع سواء رجال او نساء، حتى نتجنب التهاون واللامبالاة والجهل بأبسط وسائل نقل الأمراض وهي الاحتكاك المباشر بين المريض أو الحامل لفيروس المرض وللطرف الآخر، وهناك مع الأسف الشديد من يذهب لتقديم واجب العزاء أو حضور الأعراس في القاعات او المناسبات وهو مريض ولم ينته من فترة النقاهة والتي تعتبر هي فترة حضانة الفيروس النقالة للآخرين، ثم يسرع إلى عناقهم دون مراعاة شروط السلامة الصحية له ولغيره وذلك دون قصد منه وإنما من باب الجهل.. فرفقا أيها الرجال والنساء بآبائنا وأمهاتنا وبأبنائنا حتى لا يصابوا بأمراض من تلك المناسبات ومن ثم الدخول للمستشفى وهم في غنى عن ذلك الظرف الذي فرض عليهم بسبب عدم توعية بعض البشر.

كل ذلك يعتمد على ما يملكه الشخص من ثقافة علمية وصحية وتوعوية في الحفاظ على صحته وصحة الآخرين من حوله.

ولا ضرر من الإيعاز بالإشارة او بالنظر وبعبارات عن بُعد للسلام أو تقديم التعازي او التبريكات في جميع انواع المناسبات والتجمعات البشرية، دون ملامسة الوجه او مصافحة اليد او بالعناق وخصوصا في التجمعات النسائية.

نعم أنا أوافق على هذا القرار الذي أصدرته وزارة الصحة وعمدت لتنفيذه البلدية في مقبرة الصليبخات واتمنى أن يشمل ذلك جميع المناسبات للنساء والرجال، فصحة الإنسان اهم من المجاملات وتحديدا بعد عام 2019 بعد انتشار وباء كورونا الذي راح ضحيته الملايين من جميع انحاء العالم.

ولا ننسى ايضا ان قرار حظر وزارة الصحة له عدة فوائد اخرى منها سهولة الحركة والإسراع في طابور الانتظار لتقديم التعازي، وكي لا نرهق أهل المتوفى بسبب الوقوف طويلا، والناس اليوم لديهم الكثير من الانشغالات والواجبات والوقت ثمين وخصوصا اننا في عصر العولمة والسرعة، والانسان العملي المنجز خير من الإنسان البطيء الذي يقف ليتحدث كثيرا مضيعا للوقت، وهذه النقاط الانتقادية تسري على جميع المناسبات والتجمعات ايضا.

نفيعة الزويد – الأنباء الكويتية
955 pic20221213222550431