🔴الشهيد لقمان بابكر .. مسيرة الصادقين في طلب الشهادة
🔴الشهيد لقمان بابكر : مسيرة الصادقين في طلب الشهادة
من قرية أبوسليم غرب #الدامر، من ذلك التاريخ الضارب في البعيد تخرج لقمان بابكر محمد، ومن صغره تشرب أنفاس التلاوة وعبق الترتيل في الخلاوي وعلي ضفاف نهر النيل، وهامت روحه مع الهائمين في حلق الذكر ما بين مدائح المجاذيب، ودروايش القادرية في كدباس.
درس مع رصفائه المراحل الدراسية ولم ينس حظه من تراث أهله حيث النخوة والشجاعة وجماع المكرمات والفضائل، فنهل من تلك الصفات وتشربت روحه بقيم الخير والمروءة، وتلك سيرة باذخة يحفظها أهل تلك الديار ويفاخرون بها ويتربى عليها الناشئة فتجري في دمائهم، ولما كانت منطقة الدامر جامعة لكل تلك الحضارات فقد كان للشهيد لقمان نصيب من التعلم والتثقف والفهم، فهو يقينا قرأ أشعار وكتب العلامة عبد الله الطيب وقريبه محمد المهدي وقطعا حفظ قصائد الشاعر عكير الدامر.
نشأ الشهيد لقمان من تلك البيئة متوقد الذكاء صاحب بصيرة نافذة ونفس أبية فكان من الاذكياء النابهين في كل مراحل الدارسة حتي تخرج الثاني علي دفعته بالكلية الحربية، كما كان متقدما في كل أمر ومهمة وكأنه يردد مع الشاعر.
اذا قيل من فتي خلت أنني عنيت *** فلم أكسل ولم أتبلد
فكان شاعرا وأديبا ومتحدثا لبقا واجاد اللغة الإنجليزية، ثم تعلم في مرحلة لاحقة اللغة العبرية ولعله كان يحدث نفسه بأمر كبير من خلال هذه اللغة، وظل واحدا من الضباط المتميزين خلقا وعلما وانضباطا حتى دخلت البلاد في جحيم الصراع الأخير هذا.
كان الشهيد لقمان في عند اندلاع الحرب في دورة الأركان، وكان يمكنه أن يكون بعيدا، إضافة إلا أن زوجته كانت مريضة وتحتاج الي العناية والمرافق خارج السودان، لكنه لم يفكر في كل ذلك وقد وضع وطنه وقومه نصب عينيه، واستشعر واجب الجندية ونداء اخوته في الخنادق، فانضم إليه داعما بكل ما تعلم من الفنون والمهارات العسكرية.
قاد الشهيد لقمان حملة توصيل الدعم إلي سلاح المهندسين بعد حصار طويل ظل الجند خلف الخطوط في حاجة للدعم، وكانت تلكم المهمة صعبة التحقيق نسبة لتربص الأعداء وقناصتهم، لكن كل ذلك لم يثنى من عزم القائد البطل فتوكل علي الله وودع زملاءه وقام بالمهمة حيث أوصل الدعم لكنه استشهد جراء الإصابة وصعدت الروح الطاهرة إلي بارئها لتلحق بركب الشهداء الصادقين الذين كانت الشهادة واحدة من أحلامهم بل أكبر أمنياتهم.
ترك الشهيد زوجة تعاني من المرض وترك أطفالا في مطلع العمر، ثم ترك أما صالحة صابرة هي الحاجة ست الناس عمر عبد العزيز، ومثلما أنشأت ابنها علي الفضائل فقد احتسبته شهيدا وصبرت علي مصيبة الفقد وهي تعلم تماما فضل الشهداء لهذا ظلت تقابل جموع المعزيين بثبات وايمان مرددة (أن مثل لقمان لا يبكون عليه)
اللهم تقبله عندك مع الشهداء والصالحين وأخلفه في عقبه بالخير وأصلح حال البلاد.
#الشهيد_الرائد_لقمان_بابكر أول من دخل المهندسين عنوه 🔥
🔴د. علي الكرار هاشم محمد