رأي ومقالات

فى (برلين) مزيج من السياسة والفن!!

الأفلام تتلاحق فى مهرجان (برلين) الذي افتتح دوررته الـ (74) مساء الخميس الماضى، مع غياب كامل للسينما المصرية عن كل الفعاليات، وهو موقف أتمنى أن يدفعنا إلى الإحساس بالخطر، ورغم تكراره فى السنوات الأخيرة، لم يتحرك أحد ولكنى لا أزال أتمنى أن نشعر جميعا بخطر تكرار الغياب.

الكل يترقب تلك الدورة، رغم أن صوت السياسة يعلو بين الحين والآخر مسيطرًا على المشهد، إلا أننا فى النهاية نبحث عن السينما ونعثر أيضا عليها ونتابع السياسة ونجدها تفرض نفسها فى العديد من المناقشات.

نضبط جميعا معشر الصحفيين والنقاد الساعة بالدقيقة والثانية على موعد عروض الأفلام، جاء حسين فهمى بصفته رئيسا لمهرجان القاهرة لانتقاء الأفلام من (برلين) التي تصلح للعرض (بالقاهرة).

وهو ما تفعله العديد من المهرجانات مثل (البحر الأحمر) حيث تواجد عدد من مبرمجى المهرجان وأيضا (مالمو) يتابع الأفلام المخرج محمد القبلاوى رئيس ومؤسس المهرجان ومختار العجيمى رئيس مهرجان (الحمامات) فى تونس وغيرهما.

بعد دورتين من المهرجان كان حضور أوكرانيا هو المسيطر، على الجو العام، حيث تعاطف المهرجان فى مختلف فعالياته مع أوكرانيا ضد روسيا وهو ما تكرر أيضا قبلها فى مهرجانى (كان) و(فينسيا)، شاهدنا هذه المرة تعاطفا مع غزة ومطالبة بإيقاف نزيف الدماء، وبدأ هذا الصوت الذي تغلفه مشاعر إنسانية يعلو، داخل أروقة المهرجان، مع ملاحظة أن أغلب الأوروبيين لا يدركون بالطبع حقيقة الصراع، وليس لديهم معلومات تاريخية عن فلسطين والأمر ضبابى، وهو ما يجعلنا فى بعض الأحيان، نحتاج لمزيد من الشرح التاريخى لحقيقة الصراع.

الماكينة الإسرائيلية نشطة دعائيا ولولا أن (السوشيال ميديا) فى العالم، بدأت تنشر لقطات من المذابح الإسرائيلية ضد النساء الأطفال ما كان من الممكن أن نلحظ هذا التعاطف.

السينما حتى الآن لم تقدم شيئا ولكنى أترقب فى المهرجانات القادمة مثل (كان) و(فينسيا) أن نرى أفلاما تسجيلية مثلما شاهدنا تلك الأفلام عن الحرب الروسية ضد أوكرانيا، احتلت مساحات مميزة، وسيطرت على الافتتاح فى أكثر من مهرجان عالمى قبل عامين، كان لها كل الحضور.

هل يستيقظ العرب، ويقدمون فيلما عن مجزرة غزة يخاطب وجدان العالم، رغم أن أغلب القيادات والقرارات الرسمية للدول الأوروبية تنحاز للموقف الإسرائيلى، إلا أن المشاعر الإنسانية للمواطنين باتت مسيطرة على المشهد، وأصبح هناك رأى عام يتقبل أن يرى الوجه الآخر من الحكاية، أقصد طبعا الوجه الحقيقى منها، أغلب من التقيتهم من أهل السينما فى عالمنا العربى وليس فقط الفلسطينيين لديهم رغبة فى تقديم تلك الرؤية للعالم، أتمنى أن ننجح فى ذلك، لأن الأرض حاليا تسمح والفكر العالمى يرحب وأتصور أن عددا كبيرا من أهم المهرجانات، لن يمانع فى عرضها، حتى ولو كانت السياسة الرسمية للدولة تنحاز لإسرائيل، إلا أن المشاعر التي سيطرت على قطاع من الجمهور الأوروبى، وأعلنت التعاطف من الممكن أن تلعب دورها فى عرض تلك الأفلام، فهل نقتنص الفرصة!!

طارق الشناوي – بوابة روز اليوسف
320