رأي ومقالات

جهاز المغتربين في السودان ،وكالة بدون بواب

□ يعيش جهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين بالخارج المعروف إختصارا ب (جهاز المغتربين) يعيش أزمة ماحقة وحقيقية بغياب الرؤية والإرادة والإدارة المبدعة، بعكس ما هو منتظر منه في إسناد المغتربين والمشاركة الفاعلة في البناء الوطني والمجتمعي عبر السودانيين العاملين بالخارج.

□ فمنذ اندلاع حرب 15 ابريل 2023 المفروضة على الشعب السوداني، ظل الجهاز يعاني من الركود وتركن مؤسساته نحو الذبول الإداري والمهني، وغياب المبادرات والعجز عن القيام بدوره الوطني المنشود.

□ تسبب هذا الوضع في شلل لحالة الجاليات ووقف للخدمات التي تقدم لهم بالتعاون مع سفارات البلاد بالخارج، وكما أن العلاقة بين السفارات والبعثات الدبلوماسية بالخارج والجهاز هي علاقة تكاملية تهدف لخدمة المغترب، فكذلك العلاقة بين الجاليات والمراكز الثقافية السودانية بالخارج والجهاز أيضا علاقة تكاملية وتنسيقية تتكئ على ارث قديم من التعاون أسس له عدد من الأمناء العامين السابقين للجهاز، وأثمر تعاونا وتكاتفا بين الجهاز والمغتربين والبعثات الخارجية في ما يخص الاسناد الشعبي والمجتمعي لمؤسسات الدولة ومصالحها.
□ وفي الفترة الأخيرة خرجت مبادرات من بعض الجاليات السودانية بالخارج بعضها يطالب بمراكز استخراج للجوازات، وبعضها يطالب برعاية فعاليات لبناء السلام المجتمعي والوحدة الوطنية ودعم القوات المسلحة، لكن هذه المبادرات لم ترى النور نظرا لأن الإدارة الحالية للجهاز ليست على قدر التحدي ولا على قدر مستوى الهم الوطني الذي يحيط بالبلاد، لذلك فمن الواجب على قيادة الدولة النظر في وضعية هذا القطاع وايلاءه إهتماما أكبر بتصعيد قيادة من داخله أو حقنه بدماء جديدة وقيادة جديدة ذات كاريزما ورؤية وقدرة على الإبداع والإبتكار وتحريك الساكن في ما يهم مستقبل البلاد وانسانها.

□ ما دعاني لكتابة هذا المقال أن المغتربين في جمهورية تركيا يعانون من اشكالات جمة من بينها مشاكل التوثيقات العائلية واستخراج وتجديد الجوازات، وصعوبة هذا الأمر تسبب في زيادة الوسطاء والسماسرة والمتاجرين بقضايا المواطن المستغلين لحاجته الماسة للوثائق والشهادات والمستندات، وعندما تواصلت مع الجالية وجدتها مليئة بالصراعات وتصفيات الحسابات السياسية وذلك لعدم قدرة الجهاز على حفظ التوازن بين اعضاء الجالية وضعف الرقابة على الجسم المنظم لهم، لذلك نطالب قيادة الدولة ممثلة في الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بإحداث تغيير يناسب هموم المرحلة ويؤسس لمستقبل فاعل في جهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين بالخارج.
○ د. حاتم عبد المجيد علي
جامعة الشرق الأدني _ اسطنبول _ تركيا
#من_أحاجي_الحرب