منوعات

🔴 نهاية مليشيا الدعم السريع في السودان

قوات شبه نظامية تقودها عائلة حاولت الاستيلاء على السلطة ففشلت، ثم انتقلت إلى الخطة البديلة وهي العودة إلى السلطة عبر بوابة التفاوض وفشلت وستفشل ويجب أن تفشل في ذلك أيضاً.

بقفل باب العودة عبر التفاوض ينتهي الدعم السريع كقوة شبه نظامية، ولن تستمر هذه القوة كحركة تمرد مثل حركات التمرد التي عرفها السودان وذلك لسبب بسيط هو طبيعة تكوين هذه القوات. عائلة دقلو التي تقود هذه القوات لم تستمد مواقعها من مؤتمر تأسيسي أو أي شكل من أشكال الانتخاب؛ لم يتكون الدعم السريع كحركة مسلحة ولكن كقوات شبه نظامية في نظام البشير. بتمردها وابتعادها عن السلطة ثم تبخُّر أمل العودة إليها مع الهزائم العسكرية والرفض الشعبي والرسمي لها تكون شرعية عيال دقلو المستمدة من السلطة (كقوة نظامية في البدية ثم كقوة حليفة لقوى مدنية تدعي أحقية السلطة وتمثيل الشعب لاحقاً)، تكون هذه الشرعية قد انتهت. ستبدأ القيادات العليا في الدعم السريع وكذلك القيادات الوسطى ذات الوعي السياسي في طرح سؤال شرعية عيال دقلو. لكي تستمر كحركة نضال مسلح مثل بقية الحركات يجب أن تكون لديك شرعية بالانتخاب ويجب أن تكون هناك مؤسسات وهياكل قيادة وطرق عمل مختلفة كلياً عن طريقة عمل القوات النظامية التي تعمل في إطار دولة ونظام. الدعم السريع، نظريا، ما زال يعمل وكأنه قوة نظامية، بقائد عام ورتب عسكرية. لا يمكن أن تستمر في حرب طويلة بهذه الصفة.

القوة العسكرية النظامية بمجرد هزيمتها في المعركة الرئيسية تنتهي. وهذا ما سيحدث للدعم السريع.

عندما هُزمت حركة العدل والمساواة في عملية غزو أم درمان في مايو 2008 لم تنتهي كحركة؛ تلقت ضربة عنيفة نعم ولكنها استمرت بل اكتسبت زخماً سياسباً أكبر رغم الهزيمة، وعندما قُتل قائدها الدكتور خليل ابراهيم قامت بانتخاب قائد جديد؛ صحيح أن القائد هو شقيق خليل ابراهيم ولكن في النهاية ولو صورياً هناك هياكل ونظم ومؤسسات حركة مسلحة. في الدعم السريع الوضع مختلف. الهزيمة في معركة رئيسية مثل معركة الخرطوم يفقد هذه القوات طبيعتها ويحولها لحركة تمرد ولكن بلا مقومات للاستمرار كحركة تمرد؛ فهي بلا رؤية وبلا قضية والأهم بلا هياكل. مجرد عائلة تملك أموال ودعم خارجي وبقايا سلطة مستمدة من الإنقاذ وهي تعمل بنظام الفزع القبلي وبالمرتزقة الأجانب الذين يقاتلون من أجل المال والغنيمة.

لكي يتحول الدعم السريع إلى حركة تمرد بقضية ومطالب سياسية فهو بحاجة إلى تغيير هيكلي شامل يختلف كلياً عن التكوين الحالي. وهو أمر في غاية الصعوبة، على الأقل بالنسبة لعائلة دقلو التي تسيطر حالياً بقوة المال وقوة سلطة قديمة موروثة من الإنقاذ وشمسها قد مالت نحو الغروب؛ فعائلة دقلو صنيعة إنقاذية فقدت مقومات وجودها بمجرد تمردها على الدولة.
ولا يمكن أن يتحول الدعم السريع إلى حركة ثورية إلا بمعجزة!

حليم عباس
حليم عباس