الإستخدام النفعي للفتنة العرقية في الصراع السياسي
من روتين الخطاب السياسي السوداني التحذير المتكرر من الفتنة العرقية. في بعض الأحيان يكون التحذير نبيلا ومشروعًا نظرًا للسياق المحدد الذي تم ذكره فيه.
لكن في كثير من الأحيان يأتي التحذير بشكل عشوائي أو تعسفي ويؤدي إلى نتائج عكسية، أي زيادة حدة الاستقطاب العرقي، لعدد من الأسباب.
أحيانا يتظاهر الكاتب فقط، ولا يقصد من التحذير من الفتنة أن يقوم الناس بما هو ضروري لتجنبها. ولكن يكون هدفه الخفي التهديد بأنه هو أو جماعته سيصبون الزيت علي نار العرقية إذا لم ينصاع الشعب لإرادتهم أو إذا لم يقبل تحليلاتهم وتوصيات كتابهم باعتبارها الحكمة النهائية والحقيقة المطلقة.
لكن أسوأ أنواع الخداع باسم العرقية ياتي من الذين يقفزون صعودا وهبوطا صارخين ضد مخاطر الفتنة العرقية فقط عندما يكون بالإمكان استخدام كرت العرقية ضد الجيش أو ضد دعوات المدنيين لتسليح أنفسهم بغرض الدفاع عن حياتهم،ومنازلهم ومدنهم من هجمات الجنجويد.
وحتي لو أخلتفنا مع الجيش أو مع دعوات تسليح المواطنين فإن ذلك لا يخفي الكذب والأجندة الخفية عندما نلاحظ أن نفس الأصوات المتشوقة لدمغ الخصوم تلتزم الصمت البليغ المنضبط عندما يرتكب الجنجويد والمثقفون التابعون لهم ممارسات وتصريحات عنصرية صريحة وفجة واحيانا ترقي لدعوة لإبادة جماعية.
ليس كل من يحذر من الفتنة العرقية صادق إذ أن بعضهم صادق نبيل وبعضهم مستهبل لا يتورع عن اللجوء للفتنة العرقية لتحقيق أهداف سياسية لو تعثرت الطرق الأخري.
وفي استسهالهم وبراغماتيتهم لا يهمهم خطورة الأنفجار العرقي الذي قد تساعد سماجتهم في تعجيله.
معتصم اقرع