أطباء يحذرون من جدولة الأدوية في رمضان دون استشارة
دعا أطباء المرضى إلى استشارة الطبيب أو الصيدلي لجدولة مواعيد الأدوية بما يتناسب وشهر رمضان، خاصة مرضى الأمراض المزمنة كالضغط والسكري والقلب، محذرين من تغيير مواعيد الدواء من تلقاء المرضى أنفسهم، أو الاستماع لتجارب الآخرين، لما له من خطورة على صحة المريض. وشدد الأطباء في حديث لـ”الشرق” على أهمية الإصغاء إلى تعليمات الطبيب في إمكانية الصيام من عدمه سيما وأنَّ بعض الحالات يمنع لها الصوم نظراً للحالة الصحية التي تطلب الحصول على الدواء على جرعات ثلاث، لافتين إلى تجنب المسكنات لتأثيرها السلبي على الكلى والمعدة، خاصة من يصابون بصداع في أول أيام رمضان بسبب قلة الكافيين، لذا عليهم البدء من اليوم لتقليل عدد فناجين القهوة والشاي والسجائر حتى لايصاب الشخص بالصداع خلال الأيام الأولى من الصيام.
د. لؤي المهر: حالات الاكتئاب الشديد ممنوعون من الصيام
أكدَّ الدكتور لؤي المهر-اختصاصي الطب النفسي-، أهمية الصيام للمرضى المصابين باعتلالات نفسية من بسيطة إلى متوسطة، الأمر الذي يمنحهم مشاعر إيجابية ودعما نفسيا عندما يقومون بفروضهم الدينية، وعادة تتم جدولة أدويتهم على وجبتي الإفطار والسحور مما لا يؤثر على أدائهم خلال اليوم، وهناك فئة قليلة جدا قد لا تتعدى نسبة 1% ممن لا ينصحون بالصيام وهم مرضى الاكتئاب الشديد فالبعض عند عدم الأكل أو الشرب فقد يؤثر الأمر على وظائفهم الحيوية، باستثناء هذه الحالات يتم تشجيعهم على الصيام لتأثيره الإيجابي على تعديل المزاج.
د. أحمد سعيد: احذر من الإصابة بـ{الحمض الكيتوني»
حذر الدكتور أحمد سعيد-طبيب عام-، من اتخاذ قرار جدولة مواعيد الأدوية من تلقاء المريض نفسه أو من تجارب المحيطين به للعواقب الوخيمة التي قد يخلفها هذا القرار، فالطبيب يعمل على تنظيم مواعيد الأدوية بناء على مدة مفعولها في الجسم، الأمر الذي قد لا يكون واضحا بصورة جلية للمريض.
ودعا د. أحمد سعيد المرضى استشارة طبيبهم المختص قبل رمضان للاستفسار عن جدولة تغيير مواعيد الأدوية لاسيما الأدوية المتعلقة بالأمراض المزمنة، لافتا بالنسبة لمرضى السكري يجب عليهم مراجعة الطبيب أولاً، للتأكد من قدرتهم على الصيام من عدمه، مع الإشارة إلى حساسية مرضى السكر للصيام خاصة مع التغيير العشوائي لمواعيد الأدوية فقد يتعرض المريض إلى نقص السكر في الدم أو ارتفاعه، وإذا ظهرت على المريض أعراض انخفاض نسبة السكر بالدم مثل الجوع الشديد، الشعور بالتعب، تعرق شديد، رعشة باليدين، سرعة نبضات القلب والميل لفقدان الوعي، فعلى المريض الإفطار فوراً حتى لا يتعرض لغيبوبة نقص السكر، وقد يتعرض المريض أيضاً إلى الارتفاع الشديد في مستوى السكر بالدم إذا أهمل العلاج مع الإفراط فى تناول السكريات والنشويات أثناء الإفطار أو السحور وتظهر لديه أعراض العطش الشديد، كثرة التبول، جفاف الحلق، القيء، آلام البطن ثم الشعور الشديد بالتعب والإنهاك وقد يؤدي إلى غيبوبة ارتفاع السكر بالدم، ولذا فعلى من يشعر بمثل هذه الأعراض أن يشرب الماء فوراً، ويتناول دواء السكري ثم يتوجه إلى المستشفى فوراً للبدء فى تلقي العلاج قبل تدهور حالته الصحية.
وعرج د. أحمد سعيد على الأخطاء الشائعة أثناء الصيام وهو أنَّ بعض المرضى المعتمدين على حقن الأنسولين يقومون بالامتناع عن حقنها ظناً منهم بعدم احتياجهم لها لعدم تناولهم الطعام؛ مما يؤدي إلى إصابتهم بالحمض الكيتوني وهي حالة خطيرة تستوجب العلاج بالمستشفى حيث ترتفع نسبة السكر في الدم إلى درجات عالية وأعراضها عطش شديد، غثيان وقيء، جفاف شديد، آلام بالبطن، غصة حارقة خلف الصدر وانبعاث رائحة من الفم تشبه رائحة الأسيتون أو الكحول وتصبح رائحة البول مثل رائحة التفاح الفاسد، ثم يحدث هبوط للضغط وتشوش فى الرؤية وضعف الحركة، وبوجه عام، يجب على مريض السكر فى حالة صيامه، مراجعة الطبيب عدة مرات خلال شهر رمضان..
د. محمد سامي: تأثير سلبي على الكلى والكبد
رأى الدكتورمحمد سامي –صيدلاني-، أنَّ تغيير مواعيد الأدوية تحت إشراف الطبيب أو الصيدلاني من القرارات التي لا تؤثر إطلاقا على صحة المريض، لكن الأمر يختلف في حال اتخذ المريض القرار من تلقاء نفسه لتغيير مواعيد الأدوية وخاصة الأدوية المتعلقة بالأمراض المزمنة، وبالرغم من أنَّ الصيام فترته قصيرة إلا أنَّ المشكلة في التغيير المفاجيء غير المدروس يؤثر على فعالية الدواء وعلى صحة المريض كالتأثير على كفاءة الكلى والكبد على اعتبارهما العضوين المسؤولَين عن تخزين السموم الناتجة عن الأدوية وطرحها من الجسم، فالضرر الأكبر سيلحق بهذين العضوين وقد تسبب التسمم، العواقب التي لا يحمد عقباها.وأشار د. محمد سامي إلى أنَّ الأدوية التي تؤخذ على مرة أو مرتين في اليوم لا بأس بها، أما الأدوية التي تؤخذ على 3 مرات فهي تختلف على اختلاف نوعية الدواء، لذا من المهم استشارة الطبيب المعالج، كما أدوية المضاد الحيوي فلا بأس من التي يتم تناولها مرة أو مرتين في اليومين إلا أنَّ الأمر مختلف كذلك إن كانت على 3 مرات يومياً، فإن قلل المريض عدد الجرعات فالخطر يؤثر على أن مقاومة البكتيريا أقوى فيضاعف مقاومة المرض.
وأكدَّ د. محمد سامي أن أدوية الصرع هي ممتدة المفعول لذا لا مشكلة فيها حيث يتم ضبطها مع وجبتي الإفطار والسحور، أما أدوية القلب والضغط فلا مشكلة فيها لأن غالبيتها تؤخذ مرة واحدة في اليوم، محذرا من تناول الأدوية مع الحليب أو بعد تناول الحليب مباشرة لأنه يبطل مفعولها وكأن الجرعة لم تؤخذ فقد يؤثر على بعض الأمراض عند الناس لذا يفضل بعد شرب الحليب بساعتين، مشددا على من يتناولون أدوية السيولة أن يحذروا مع الأطعمة الخضراء التي تتضمن فيتامين (ك).
كيرلس نوار: تغيير المواعيد يؤثر على الفاعلية
شدد الدكتور كيرلس نوار –صيدلاني- على أهمية زيارة الطبيب المعالج قبل رمضان لجدولة مواعيد الأدوية، لاسيما الأدوية المتعلقة بالأمراض المزمنة كأدوية الضغط والسكر والقلب، مؤكدا أنَّ تغييرها دون استشارة طبيب قد تؤثر على صحة المريض وعلى فعالية الدواء. وأشار د. كيرلس نوار إلى أنَّ الأدوية التى تؤخذ كل 4 – 6 ساعات تفقد مفعولها إذا تم تغييرها إلى مرتين أو ثلاث مرات وقد تسبب مضاعفات خطيرة، ومثال على ذلك المضادات الحيوية التي تُعطى كل 6 ساعات فإذا تم تقليل جرعة تناولها إلى مرة واحدة أو مرتين باليوم، لن يؤدي ذلك إلى فقدان مفعولها فحسب، ولكن قد ينتج عنه ظهور جراثيم مقاومة للدواء.
الشرق القطرية