رأي ومقالات

حسان الناصر: من بعد نداء الأحرار، قُبيل النصر!

صراحة لستُ ممن يميل للكتابة أو التحليل في الأوقات التي من المفترض أن تكون فيها جذوة العمل في أوجها، ولستُ ممن يطلبون الأماني بل ننشد المطلوب، فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها، و إن كنت أرى إستعجال النصر بالتمني فيه شيء من غياب البصيرة، وتلك عادة ديسمبر موروثة واجب تركها.

و أرى أن التحليل في غياب المعلومة، أمر سيء يقود إلى تضليل كبير جدا و انحراف في المسار، و أيضاً تبني تصورات مسبقة عن الجميع لذلك من الواجب التوقف قليلا للمعرفة ومن ثم الاندفاع للكتابة.

عموماً كنا قد أطلقنا نداء الأحرار بعد سقوط مدني وحمل مافيه من تحليل واضح هو أن علينا مسؤولية وطنية لم نلتزم بها أو لم نحاول أن نقوم بها وأن المسار الذي إتخذه الفاعل الوطني ضعيف جدا و من الواجب أن يتخذ مساراً غير هذا. وأن ناتج ديسمبر و الفائض من حملاته وجب التخلص منه، و ضرورة التفكير في مستوى بقاء الدولة أولا، وإن كان من سؤال بعد ذلك يأتي ضمن أطر دستورية بعد إنجلاء هذه المحنة.

وكنا قد قلنا في ما يعرف بالمسار الوطني أن على الفاعلين تجاوز محنتهم وأنه لا يكفي دعم الجيش بل يجب تأسيس مسار سياسي وطني واضح يعمل على توفير شروط بقاء الدولة و تقارب هذه الجزر السياسية المعزولة.

إختار بعض من الشباب ممن جمعتنا بهم مسارات العمل الوطني خلال أعوام سابقة العمل المسلح، الداعم للدولة المنطوي على خيارات جيشها و الحاكم لها، و نسأل الله لهم التوفيق وفي نهاية الأمر هو تكامل أدوار لا تفاضل. وإن كانوا هم أعلى منزلة منا فالدماء المقدسة التي تروي طرقات البلاد لهي أعلى منزلة من كل عمل نقوم به.

إذن حتى تأتي الخرطوم ويكتب الله لنا أن ندخلها من أبوابها، فإن مسيرة العمل لابد أن تتواصل و تتسارع، فيجب أن نفرض شروطنا على المعركة لا أن تفرض المعركة شروطها، وأن الغد يتم صناعته بمستويين، فهم الماضي وبناء شروطه في الحاضر.

اكما ذكرنا سابقاً فإن الأهمية بمكان هو التقدم بخطوات في مستوى التفكير في مقتضى واقع الحرب و الإستراتيجيات اللازمة، والتي تكشف حوجة ماسة لمسألة الكادر و المنهجيات التي من خلالها يبنى الكادر و إرتباط المدرسة الوطنية السياسية بمسألة الدولة و إعادة الإعتبار لفهم المجتمع.

حسان الناصر