معتصم اقرع: شخصنة وشناة طبع
شخصنة القضايا من أسخف أمراض الثقافة السودانية . وأعني بذلك الميل إلى التركيز على الشخص وإيلاء اهتمام أقل بكثير لما يكتبه.
في ذلك إذا قمت بنشر مقال أو حتى تغريدة لشخص ما، فإن الكثير من المعلقين يتجاهلون الرسالة ويهاجمون الكاتب، عادة بالتصنيف – فهو كوز، وهو شيوعي، وهو هذا وذاك وهو فلان بن فلان وكانما فلان دائما مخطئ لانه أخطأ في العام السابق وهذا إنتحار للمنطق لان من أخطا في تقدير قضية لا يفقد القدرة علي إضافات محترمة في قضايا أخري. وحتي الساعة المكسورة تكون علي صواب مرتين في اليوم.
كون الكاتب كوز أو ماركسي أو عمل في مكتب حمدوك لا يعني أنه مخطئ بالضرورة وللابد ولا يعفي منتقديه من تفنيد حجته وتبيان خطلها.
وهذا التركيز السلبي علي كاتب منحي غبي معاد للفكر. إذ لا يمكن أن يُستبعد أحد بشكل كامل من الحوار العام بسبب انتمائه السياسي أو سوء تقدير سابق ثابت أم متوهم. لذا من الأفضل التعامل مع الرسالة، ودحضها بالمنطق والبرهان أولاً، وبعد ذلك يمكنهم التعليق على انتماء الكاتب إذا كان له صلة بالمسألة.
لكن هذا ليس ما يفعله من يهاجم الكاتب ويتجاهل الرسالة متناسينا أن سوء الكاتب لا يعفيه من عبء دحض وجهة نظره بالحجة الأحسن.
هناك العديد من الأسباب لهذا الهباب الفكري. من ذلك أن معظم الناس في المجال العام هم مناهضون للفكر مهما تمشدقوا وثرثروا، لذا يفضلون التركيز علي الشخصي لانهم يحبون الشمشرة كما أن شتم الآخر أسهل من المجهود الفكري لتفنيد فكرة
معتصم اقرع