حرب السودان غريبة (حرب المدن) وهي تأكل الأخضر واليابس ولن تتوقف إلا بـ(السلام)
▪️عندما قلنا منذ بداية الحرب على قادة الجيش الجلوس في مفاوضات مع قادة الدعم السريع لإنهاء هذه الحرب،، سخر بعض الناشطين من حديثنا، وهم يعرفون جيداً بأن قوات الدعم السريع هي من رحم الجيش كما قال البرهان وكباشي وغيرهم من القادة وهم من مكنوها داخل العاصمة وبقية المدن.
قيادة الجيش هي من سمحت بتمدد الدعم السريع ودعمه وتدريبه وتمكينه من مفاصل الدولة وحلت له هيئة العمليات فمن الصعب تعطيل ذلك بين ليلة وضحاها ومن الصعب تعطيلها وحسمها بالسلاح.
▪️منذ البداية كان عليهم توقيع اتفاق سلام يحفظ السودان وتراب السودان ولكن أبت النفوس إلا ان تشعلها حرباً ضروس ليس في مصلحة الطرفين وأكثر المتضررين هو المواطن المغلوب على أمره.
▪️غداً اكمال عام من الحرب ولا أحد ربح الحرب بل الجميع خسر (الجيش، الشعب، الدعم السريع) كل خسر المعركة وبالتالي فإن السودان يتجه إلى اللا دولة يتجه إلى المجهول، ولا شيء يوقفه سوى الجلوس للحوار والمفاوضات من أجل إنقاذ ما تبقى.
ولايات بأكملها ذابت في الفوضى والآن الفوضى تتجه بقوة نحو الولايات الآمنة ومازالت عجلة التخدير الإعلامية تعمل بقوة، والعنصرية تفوح هنا وهناك تتهم كل شخص وتصنفه لصالح الطرف الآخر وهكذا…
▪️ولاية الجزيرة هي أنموذج للفوضى غير الأخلاقية التي ربما تحدث في بقية الولايات التي لم يصلها الحرب، أهل كردفان ودارفور عاشوا ما تعيشه ولاية الجزيرة الآن منذ الطلقة الأولى وحتى اللحظة ولكن الحروب لم تكن غريبة عليهم فهم تعايشوا معها، مات من مات، وجرح من جرح، ونزح من نزح، وفقدوا أولادهم وأموالهم وكل شيء ورفعوا أكفهم لله وسلموا أمرهم للواحد الأحد الذي لا يظلم عنده أحد.
▪️هذه حرب غريبة (حرب المدن) وهي تأكل الأخضر واليابس ولن تتوقف إلا بـ(السلام)، لأن من الصعب إلحاق الهزيمة بمن تحصن داخل المدن وبين المواطنين، وكلما نزح المواطن تنزح معه الحرب إلى مدينة أخرى وهكذا.
والله المستعان
جنداوي