رأي ومقالات

حتى لا نكون من الذين يَلْمِزون المُطَّوِّعِين من المجاهدين الذين يُقدِّمون مُهَجهم للوطن

الإرهاب هو عملٌ يقوم على شنِّ الهجمات المُنظَّمة والاعتداء على الأفراد والأماكن داخل المجتمعات البشرية بهدف بثِّ الخوف والصدمة* ، وهذا هو تعريفه في أمهات المعاجم الأوربية Oxford, Frankling Wagner, Webster ، فنجد أن كلمة الإرهاب Terrorism تعني:
*Terrorism is an act of inflicting systimatic attacks and assults upon individual and places within human population with purpose of instealing fear and tromur.*
حتى لا نكون كالتي نقضت غزلها من بعد قوةٍ أنكاثاً .. يجب أن يتَّسع وعيُنا بحيث لا نقوم بتوجيه الرأي العام لتجريم الضحايا ، والتنقيب عن أخطاءٍ للمقاومة الشعبية أو المُستَنفرين أو كتيبة البراء أو غيرهم ، ونتجاهل التسفُّل المريع لعمليات المليشيا وجناحها السياسي وغرفة قيادتهم وإمدادهم الإماراتية من مستوى الحرب القذرة على الشعب السوداني وانحطاطهم إلى حضيض الإرهاب المحض ، ولنُسائل أنفسنا حتى نستبين الأمر:
*🔹هل وجَّهت القيادة بأيِّ توجيهاتٍ للمقاومة الشعبية أو المُستَنفرين أو كتيبة البراء تهدف إلى تنظيمهم أو كيفية قيادتهم أو توظيفهم فرفضوا تلك التوجيهات؟*
*🔹أليست كتيبة البراء كانت قد استجابت لنداء الاستنفار وسلَّمت نفسها باكراً لقيادة سلاح المدرعات وظلَّت تعمل تحت إمرة قيادته ولاتزال؟*
*🔹ألم يقوم المقاتلين من النظاميين والمُستَنفربن عموماً بسدِّ ثغرةٍ كبيرةٍ في الإعلام الحربي من خلال اجتهاداتهم الشخصية والتي لها أثرٌ مشكور في رفع الروح المعنوية ودحض افتراءات الآلة الإعلامية الإماراتية؟*
من الإنصاف أن نتذكر أن المقاومة الشعبية والمستنفرين وكتيبة البراء هم أول من طالب قيادة القوات المسلحة بتسليحهم وتنظيمهم وتدريبهم وتوظيفهم في هذه الحرب ، ولايزالون ، والتعبئة العامة التي انتدبوا أنفسهم لها هي جهدٌ بشري صقلته التجارب من قبل ، ولكن قد تكتنفه بعض الأخطاء هنا وهناك ، وهذه تحتاج تصويباً من الدولة في تأمين هذه القوات من الاختراق ، وتسليحها بالشكل المناسب ، والتأكد من تدريبها بالقدر الكافي ، وتوظيفها بصورةٍ ناجعة .. ورحِمَ الله ناصِحاً صوَّبَ نُصحه إلى حيث تجِب المُناصحة.
في حرب الألغام قاعدةٌ ذهبيةٌ مفادها إذا انفجر بقربك لُغمٌ فاعلم أنك في حقل ألغام ، وكذلك هو الإرهاب ، فلا يوجد عملٌ إرهابيٌّ مُنعزل ، إذ لابد له من تخطيطٍ وتمويلٍ وتدريبٍ لتحقيق هدف استراتيجي بعددٍ من العمليات المدروسة والمنتقاة بعناية استخبارية لتحقيق ذلك الهدف المطلوب ، ولا شك أن أهم هدف استراتيجي لهذا الفعل الإرهابي الذي وقع في عطبرة -وباستقراء التمهيد الإعلامي الإماراتي له والنشاط الإعلامي المُشكِّك والتخويني بعده- هو ضرب اللُّحمة القوية ما بين الشعب ومقاومته الشعبية وبين القوات النظامية وبين الحركات المسلحة التي تقاتل معها ، وهذا الذي يستوجب المزيد من اليقظة الوعي به ، والتأكيد على إحكام التعاضد والترابط بين كل المكونات الوطنية ، وسيدَّكرُ الناس من بعد حربٍ بأن اغتيال الشهيد اللواء الركن ياسر فضل الله الخضر في مكتبه لم يكن الحادث الأول ، كما أن حادثة عطبرة لن تكون الأخيرة.
ليس ثمَّة ما ننصح به السلطة القائمة أكثر مما تفضل به رموزها في الكلية الحربية أو في القضارف .. وحادث عطبرة هو بمثابة قص الشريط لعملياتٍ إرهابيةٍ أخرى متعددة على شاكلة السيناريو الإماراتي في اليمن والذي أسقط ذلك البلد في سلسلة اغتيالاتٍ استهدفت القيادات العسكرية والسياسية والإعلامية والمجتمعية وغيرها ، ويتطلب ذلك إحكاماً لعمليات الأمن الداخلي تستوجب غطاءً قانونياً ، وحشد قوى الدولة لهذه الحرب ، وهذا أوان الشدِّ فاشتدِّي زِيَم.

اللواء (م) مازن محمد اسماعيل
٣ أبريل ٢٠٢٤م