خدمات عظيمة قدمها التمرد للقضية السودانية !
قدم الإعلام الحربي لمليشيا “الدعم السريع” خدمات عظيمة للقضية السودانية، خلال الأشهر الماضية، وكان هذا بالطبع عن غير قصد، إلا أنه قام بدور كبير في شرح القضية للرأي العام العالمي من وجهة نظر السودانيين، إضافة إلى توفير دلائل مادية قوية لا يجوز الطعن فيها، مسجلة بالصوت والصورة، عن جرائم “الدعم السريع” البشعة ضد المدنيين السودانيين العزل، مع تجسيد جرائم قتل المدنيين، توثيق الاغتصاب، النهب وعرقلة الإمدادات الغذائية والصحية، واحتلال المستشفيات… إلخ.
كما فضح خطاب قيادات الدعم السريع، المسجل أيضا بالصوت والصورة، عنصريتهم المتناقضة مع دعاياتهم التي تفبرك صورة أنهم يقاتلون من أجل الديمقراطية، أو حقوق المهمشين أن وجدوا.
وكانت كل هذه النتائج العظيمة بأكثر مما استطاع السودانيون أن يحققوه لأنفسهم منذ بدأ النزاع مع عصابات “ال دقلو” وبهذا صار من المرجح أن أصدقاءهم المقربين يعيدون حساباتهم تجاهههم، ليس لأنهم فوجئوا بأنهم يرتكبون جرائم حرب بشعة، ولا لأنهم صدموا بأن قادة المليشيا بهذه العنصرية وهذا العنف، فهم يعلمون كل هذا وأكثر منذ سنوات، ولكن لأن “الدعم السريع” أمامهم، لم يعد، كما كان فى السابق، قادراً على إخفاء جرائمه و نيات قادته، أو التشويش على الفظائع التى يقترفها، ومحاصرة من يحاول إظهار الحقيقة للعالم.
وصلنا فى الحرب إلى محطات مختلفة، حيث هناك اتساع لرقعتها، ولعل التفجير الذي استهدف مناسبة إفطار في عطبرة، التى وقعت رداً على هزائم متكررة الحقها الجيش و مستنفريه تشكل منعطفا جديداً ، أو نهاية.
لكن الأهم من ذلك أن حلفاء التمرد من المدنيين، الآن متهمون أمام محكمة الشعب، وقد كشفت محاكمتهم عن أن الدنيا تغيرت، وأن قوى الحرية والتغيير التي اختطفت” ثورة ديسمبر “، ونصبت نفسها المنافح الاول عن مطالب الشعب فى حالة اهتزاز كبرى، وأن تأثير المحاكمة الشعبية، سيكون أكبر مما يتصورون، فمجرد اتهامهم بإشعال الحرب، إشارة كبرى على هذا التغيير.
أعتقد أن حرب ١٥/ ابريل سيكون لها تأثير مستقبلى على هذه الأحزاب والشخصيات، لأن السودانيين يدركون أن بلادهم التي حطمتها مليشيا” الدعم السريع “بمساندة هذه الأحزاب جريمة كبرى لن تسقط بمرور الأيام، بل إن الضحايا قد كتبوا بدمائهم، خاصة الأطفال، والنساء، والمرضى، والمسنين، وذوى الإعاقة، الذين سقطوا جراء مجازر عصابات” آل دقلو” سجلات ستظل دروساً تروى للإنسانية، و ستعيش أطول من المجرمين الذين سفكوا دماءهم، كما أعتقد أن (قوى الحرية والتغيير أو الجبهة المدنية- تقدم) لن تستطبع الإفلات من جريمة إحراق السودان ، كما هرب قادتها عند اندلاع الحرب التي كانت نتيجة لسعيهم غير المشروع للسلطة على حساب الشعب، فقد ضبطوا بجريمتهم كاملة.
محبتي واحترامي
رشان أوشي