رأي ومقالات

معتصم اقرع: كنت مرشح لحكومة حمدوك ومرشح من قبل الجنجويد

تداعيات برجوازي فاشل:
بعد سقوط نظام البشير، بدأت مفاوضات تشكيل حكومة جديدة.
بعض المحترمين من الأصدقاء وغيرهم اقترحوا اسمي على مراكز قوى القوى المدنية لأتولى منصب وزير المالية أو محافظ البنك المركزي. لكن طبعا صانعو الملوك أشطر من القبول بإسمي. وفي النهاية هي قسمة ونصيب. مع أن العمل الحكومي كفيل بتسبيب خسائر مالية لا قبل لي بها.

ولكن الأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو أن صديق قديم من أيام جامعة الخرطوم ومساكنها، ومقرب جدًا من حميدتي، كان لطيفًا ومخلصًا للصداقة القديمة، لدرجة أنه اقترح اسمي لمنصب وزارة المالية مدفوعا من قبل قوات الدعم السريع. لكن ما في قسمة ولا حتي بصيص أمل ولو كان حظي أحسن لكنت الآن حاكما للجزيرة مكان كيكل بما أنني من أهل العوض بتاعين الجزيرة. والشقي بتعتر ليهو عويناتو.

وفي كل هذه الترشيحات لم يشاورني أحد الذين أحسنوا الظن بي أو يفكر في الحصول علي إذن مسبق مني.

وحين اتصل بي آخرون وطلبوا مني أن أعطيهم سيرتي الذاتية ليقدموها رفضت ولم أعط أي شخص سيرتي الذاتية أو موافقتي فانا أكره السلطة في أحسن الظروف دع عنك سلطة ناس البصيرة أم حمد المستعدون دائما لإحراز هدف في مرمي الوطن.

لذا، إذا ظهر اسمي مرة أخرى، كما “حدس” فهي نفس القصة القديمة. لم يستشرني أحد.
ولكني أشكر الجميع بلا فرز على الثقة وحسن الظن خاصة ألا أحد منهم مدين لي بشيء أو يحتاج مني أي شيء وجلهم لا يعرفني سوي من حضوري في الفضاء العام. وهم في قمة الكرم لان الكرم أن يحسن أحد لإنسان لا يعرفه ولا يتوقع منه رد جميل لان الموقف الأصيل ليس بصفقة وتبادل منافع.

كما يجب أن أذكر أن أخا كريما من وزراء الحكومة الانتقالية تواصل معي وطلب مني أن أكون وكيلاً أول لوزارته. شكرته على ثقته ولكني أخبرته أن الوقت قد فات، وكان بإمكاني قبول العرض في وقت مبكر ولكن في تلك المرحلة كانت الحكومة قد كشفت عن وجهها النيوليبرالي بلا مكياج ومرت مياه عكرة تحت الجسر وأصبحت أنا غير مناسب للوظيفة والحكومة لادخل معها في زواج صنع في الجحيم.

لماذا أكتب كل هذا الهراء المتنطع هذه الليلة ؟ أكتب حتي يعلم المتربصون أنني كنت مرشح لحكومة حمدوك ومرشح من قبل الجنجويد وفي كل المرات لم يشاورنى أحد ولم أقبل ولم أسع وانا شاكر لهم جميعا علي حسن الظن فهم قوم لا يدينون لي بشروي نقير وجلهم لا يعرفونني علي المستوي الخاص أصلا.

يكفيني رعب مواجهة مانشستر سيتي بعد يومين ولا أحتاج لرعب سياسي.

معتصم اقرع