راشد عبد الرحيم: دموع باريس

دخل خالد سلك إلي قاعة مؤتمر باريس متخفيا خشية التصوير ، غطاء علي الراس و زي اسود يشبه ما يلبسه جواسيس و مافيا الأفلام الأمريكية .

الوحيدة التي ردت علي هتافات السودانيين في وجوه المشاركين هي الدكتور مريم الصادق . كانت ظاهرة الأسي و الدموع تكاد تطفر من عينيها و هي تربت علي صدرها و تقول لمن وقفوا يسألون عن ثمن بيع الشعب السوداني و كانت تصرخ ( و الله ما بعت )
أسي الدكتورة مريم و حزنها الدفين ربما كان هو الشئ الوحيد الصادق في هذا الجمع إن كانت صادقة .

ما الذي خرج به مؤتمر باريس ؟
المؤتمر إنعقد لوقف الحرب و لجلب المساعدات و الدعم للمتاثرين بها و كان الغائب عنه المنظمات و المجموعات الإنسانية العاملة في الشأن الذي دعا له المؤتمر .
في شقه الآخر غابت الجهات المشاركة في الحرب بما فيها فصائل دارفور ذات العلاقة الطيبة بفرنسا .

الاستاذ المحامي نبيل أديب و الذي لا يمكن أن يحسب علي الحكومة السودانية التي تم تجاهلها قال عن المؤتمر
(( الناس ديل ما إتفقوا و أي زول متمسك بموقفه و الزمن كان قليل .

القاعة فيها مجموعة ( تقدم ) و فيها مجموعة ( تخطي ) و فيها مجموعة ( الكتلة الديمقراطية ) و فيها مجموعة ( الحراك الوطني ) . و ما طلعنا بنتيجة و الزمن إنتهي ))
خرج مؤتمر باريس ببيان ختامي بعد ان إنفض سامره فهل يعبر عن المشاركين أم هو أمر اعد بعيدا عنهم ؟ و بين يدينا حديث الأستاذ نبيل .

ما هدف المؤتمر ؟ سؤال لا بد من إجابة عليه و يوجه لمنظميه و للمشاركين .
أعتذر واحد فقط من المدعوين هو الدكتور الأصم اما البقية فقد حملوا حقائبهم و ذهبوا لأمر لا يعلمونه و خرجوا و ليس علي لسانهم ذكر لما فعلوا و ناقشوا و قرروا و كأنما الأمر إستجابة لمنشط يحقق صيتا و ربما منافع أخري .

مخجل أن يسارع سودانيون للمشاركة في أمر مبهم و في وقت تدمر فيه الحرب بلادهم .
الإزدراء بالوطن و المسارعة لكل محفل خارجي امر غير مقبول .
الإسترخاص مشين .

راشد عبد الرحيم

Exit mobile version