الموظف بصن اير حسام سالم.. 60 يوماً من التعذيب
أختار الشاب حسام سالم حسن عبداللطيف.. مدير وحدة التموين بشركة صن اير، عند إندلاع الحرب في السودان التطوع وحمل السلاح للقتال بجانب القوات المسلحة، كان على قناعة تامة بالقضية التي دفعته لخوض غمار الحرب الشرسة التي دخلت عامها الثاني، كان دافعه وطني بحت فهو ليس له انتماء لحزب او جماعة بل لأرض النيلين فقط.
وضعته الظروف أن يكون ضمن الذين فرض عليهم الدعم السريع حصارا طويلا بسلاح المهندسين وكانت القزائف تسقط على رؤوسهم لفترة ليست قصيرة غير أنه لم يستسلم او يتسلل الخوف إلى نفسه فقد أصر على إكمال المشوار حتى يحقق مبتغاه الوطني رفقة الجيش.
وحينما بدأت القوات المسلحة عمليات إستعادة منطقة وسط أم درمان القديمة عبر معارك ضاربة كان مشارك فيها فقد تعرض للأسر بحي العباسية وهو أمر وارد الحدوث بطبيعة الحال في المعارك العسكرية، وكان عليه ان يدخل مُجبراً في إمتحان قاسٍ لم يألفه من واقع حياته المدنية.
فقد ظلّ لمدة 60 يوماً أسيراً لجدران معتقله بغرب أم درمان وتعرض خلال هذه الفترة الي شتّي صنوف التعذيب النفسي والبدني والحرمان من الطعام، ولأن ما واجهه كان فوق طاقته فقد خارت قواه الجسدية ودخل في حالة إغماء وكان لايستطيع السير، فكان أن طلبوا منه الخروج من معتقله، وحينما وصل الشارع كان مايزال في دائرة الخطر من واقع أن المنطقة التي كان بتواجد فيها تحت سيطرة الدعم السريع ورغم أن الموت والاعتقال كان يتهدده إلا أنه تجاسر على مرضه ووصل سوق ليبيا ومنه إلى منطقة سوق صابرين بشمال أم درمان وهناك عرف بفك الحصار عن سلاح المهندسين فكان أن تم نقله على جناح السرعة إلى مستشفى علياء بالسلاح الطبي.
وعند وصوله ولفرط معاناته لم يتوقع أن تصبح عليه الشمس ليقضي 15 يوماً طريح الفراش وبرحمة الله استعاد جزء من عافيته إلى أن خرج من المشفى، يقول انه حينما يتماثل للشفاء سيعود مجدداً للقتال إلى جانب القوات المسلحة، مُتقدما بالشكر إلى أسرة مستشفى علياء ويبعث لتهاني العيد الي منسوبي قطاع الطيران والأسرة صن اير، ويتمنى الاستقرار للبلاد.
رصد:طيران بلدنا