رأي ومقالات

مواثيق تجي ومواثيق تغور!

إن كان من موانع أمنية تحول دون توقيع الميثاق بالسودان، فالأجدى أن تُزال هذه الموانع أولاً، ثم يتجه الناس لتوقيعه، وإن كانت هناك موانع سياسية، فوجب أن تخاطب و يتفق عليها قبل توقيعه.

أما أن يكتب البعض ميثاقهم بمداد الخارج، يسيرون فوق زجاج بيوتنا المحطمة التي ولغ فيها المرتزقة و القتلة، نحو القصر الجمهوري ليحكمونا مرة أخرى بوثائق هزيلة، فالشمس أقرب.
لا يمكن أن يحكم السودان بميثاق الخارج أو برأي عقد بليل في فنادق العواصم الأجنبية، أو مولته حكومات / منظمات أجنبية، يحكم السودان بإرادة شعبه و بمعطيات حاله.

يكفي عبثاً خمس أعوام إن أنزلنا طيور ” الرهو” لقالت : تعلمت الدرس و لو كانت حجار سلوم أو أشجار النيم في شارع النيل بجوار قاعة الصداقة قالت : فهمت المسألة.

إننا لن نحكم إلا بدستور نختاره، ولن يجلس فوق رأسنا شخص بلا إنتخابات، متى ما إنتهت هذه الحرب ليختار الناس من يحكمهم ومن ينوب عنهم في الدولة، هذا أو أن المقاعد التي تركضون نحوها ستغرق في لجة الراهن، الذي أنتجكم.

وكما قلنا دعم الجيش ومؤسسات الدولة ليس حصن، أو تلة يصعد عليها كل شخص يطلب السلطة، بل هو نقطة البداية في طريق نهايته الدستور وما بينا وبين أي طرف سياسي الدستور، و الإنتخابات سوى ذلك وقعوا على ما شئتم فنحن لسنا معنيين به!

حسان الناصر