سعد الدين إبراهيم

الفأر الظالم ..


[JUSTIFY]
الفأر الظالم ..

كانت حياتنا تستمر عادية جداً.. نصحو من النوم.. نشرب.. نأكل.. نتكاثر.. نتسامر.. ونحضر المسلسلات التركية.. والأفلام الهندية.. وشيئاً من المصارعة.. وأفراح أفراح.. مثلنا مثل كل الناس في البلد.. حياتنا هادئة.. نشكو من الغلاء.. ونتابع الدولار وهو يطلع وينزل.. وفي أمان الله.

مرت الأيام ولمحنا ذات يوم فأراً صغيراً يسعى بين حجرة النوم والمطبخ.. فطاردناه فاستطاع أن ينجو من ضربات بالأحذية.. والمقاشيش وغيرها مما وجدناه في طريقنا.. في البدء قلنا إنه مجرد فأر صغير فلننساه ولنطنشه.. لكن فكرنا في أن نحضر قطة ونربيها لتكون له بالمرصاد.. أحضرنا القطة وأطعمناها.. فولدت قططاً أربعاً.. كبرت بفضل الرعاية والاهتمام.. الفأر ود الفارة.. كان راجل خلي يطلع.

بعد أيام ظهر الفأر وقد نما واستطال وأصبح في زهو الشباب.. طاردته القطط فاستطاع أن ينجو منها.. لكن هو لا شك سيقع في قبضتها المرة القادمة.

الكدايس التي ولدتها الكديسة ذاتها حبلت وولدت مثنى وثلاث ورباع.. فامتلأ البيت بالقطط.. ولم نأبه لتكاليف اللبن الذي يقدم لها.. وبقايا الطعام التي ندخرها لها.. كل ذلك هان في سبيل أن تكون للفأر بالمرصاد.. فألفار بجانب أنه حسود يسبب الطاعون حسبما جاء في الأخبار القديمة.

الكدايس التي ولدتها الكديسة وولدت ذاتها وولدن.. وامتلأ البيت بالقطط فأصبح ناس الحي يتهامسون.. قال الخبثاء الموضوع ده فيهو إنّة.. وبدأوا يتساءلون الناس ديل بربوا الكدايس لي شنو؟.. وكل يخمن.. ويجتهد في البحث عن مبررات منطقية..

عندما يسألوننا نقول: بكل بساطة أصلو الحقيقة جانا فار.. بعدين الفار ده.. ونحكي الحكاية ونعيد.. بعض حواجب الدهشة ترتفع وتنخفض.. وتنتهي كلها بعبارة الحكاية دي فيها سر..

الشاهد إننا لمحنا الفأر مرة أخرى أصبح ضخماً.. كبيراً عندما هجمت عليه القطط.. وقف على رجليه.. وكأنه ود بني آدم.. فتراجع بعضها.. وبعضها اتنفش.. بينما عاد الفأر إلى أجحاره وهو يتضرع كأنه جون سينا..

الناس يتكلمون عن ظاهرة ناس البيت البربو الكدايس قالوا عشان الفار.. فار؟! ده علينا نحن..

قررنا التخلص من جميع القطط.. عندما ظهر الفار للمرة الرابعة.. وأصبح يطارد القطط وهي تجري في هلع مريب.. لذلك قلنا نتخلص من القطط بشتى الطرق.. ولكن هيهات.. أخيراً قررنا أن نرحل من البيت.. وسبناه للفار.. وللكدايس الخائبة التي جبناها فزعة.. وبقت وجعة.
[/JUSTIFY]

الصباح..رباح – آخر لحظة
[EMAIL]akhirlahzasd@yahoo.com[/EMAIL]