سعد الدين إبراهيم

حوار صفوة ..


[JUSTIFY]
حوار صفوة ..

لعل (فارس) و (نزيه) يتربعان الآن على عرش فن الكاريكتير فى الصحافة السودانية وبينى وبينهما مودة خاصة فقد عملت مع الاثنين.. فارس فى بداية الالفية فى الصحافة ثم فى« آخر لحظة» .. وعملت مع «نزيه فى» صحيفة «الرأى العام» قبل عقد من الزمان.. الاثنان يتمتعان بقلق خلاق.. فى «نزيه» ملامح الفيلسوف.. و «فارس» يتمتع بحراك لاهث مزج الفلسفة بالفن فى نسيج أخاذ.. وبيني وبينهما ذكريات حلوة .. كنت فى صحيفة « الصحافة» قد كتبت عموداً بعنوان حوار صفوة .. سرعان ما تلقفه «فارس» وصنع منه كاريكاتيراً دافئاً .. تمنينا ان نشكل ثنائية لكن اللهاث المحموم فى الحياة لم يجعل تلك الثنائية تقوم.. هانذا انشر ما ورد فى العمود متمنياً ان ينشر «فارس» الكاريكتير فى صفحته يوم الجمعة..

العمود نشر عام 2005.. وكانت ارهاصات السلام بين الجنوب والشمال فى اشدها وقيلت كلمات وكتبت صفحات.. حتى اصبح الكلام سلعة مجانية كل «يزيدها كوز مويه» .

وبدت لى (النقة) فى الموضوع كثيفة حتى اصبحنا لا نهتم لما يقال:

المقال تضمن حواراً مع احد المنظراتية فى شكل سؤال وجواب على النحو التالى:-

س: سيدى كيف ترى مستقبل السودان بعد ارهاصات السلام؟

ج: في فضاءات السودان الكبير لا توجد حقيقة مطلقة يمكن ان تفضى الى تقنين لواقع بعينه, انما تتكئ الاحداث السياسية على بؤر صراع قديم متجدد.. فمن منظور تاريخانى تبدو الاوضاع ليست على هوى الافق المنفتح على عظام الاسلاف ، أما من منظور جغرافى فإن المناخ يسهم بدرجة أو بأخرى فى خلق مزاج متأرجج بين الرفض والقبول .

س: لا.. أنا اقصد تصورك لمآلات السلام خاصة وانها تتهم بانها ثنائية بين الحزب الحاكم والحركة؟!

ج :السلام مفهوم فضفاض لا يعنى نفسه ويعنيها فى ذات الوقت بحيث اذا نظرنا الى الحزب الحاكم من حيث التأطير والايدويولوجى للفكرة الحضارية التى ظل ينشدها فى تجربته الممتدة الى اللا تجريب, تجده يتسق مع الحركة من حيث التأطير الفسيولوجى للبناء التنظيمى فخبرة الحرب تلقى بظلالها على إطار الصورة حيث السماء تبدو غابة والفضاء يبدو صحراء.

س: هل انت مع السلام بالشكل المطروح ام ضده؟

ج: انا افكر إذن فأنا موجود لكن «الانا» هنا لا تستطيع ان تكون الا عبر نسق جمعى متداخل مع النسق اللا جمعى, بحيث يكون المزاج الفردى لا يشابه من الناحية الكلية المزاج المجتمعى, فإذا حاولنا استقطاع « الانا» من الوجود الجمعى, فإنك تحاول ان تدرك جزءاً بطريقة كلية.. وهذا اصعب من ان تدرك كلاً بطريقة جزئية.

س: يا أخى بالعربى الفصيح السلام ناجح ولا فاشل؟

ج: السلام فى حالة كونه حالة وجدانية , فلا نستطيع ان نعامله بمقياس الفشل أو النجاح ، إنما بمقياس أن يكون أو لا يكون. والكينونة فى حد ذاتها تحتاج الى تاطير والانساق تبدو هلامية من حيث كينونتها ، لكنها تكون واقعية جداً من حيث هويتها ، واستقطاب تلك الهوية فى بوتقة الوطن الكبير .
[/JUSTIFY]

الصباح..رباح – آخر لحظة
[EMAIL]akhirlahzasd@yahoo.com[/EMAIL]