رأي ومقالات

مزمل أبو القاسم: خذها مني يا كمريرة الجنجويد المرتزق الرخيص

ذكر الأصمعي أن رجلاً ببغداد ظل عاطلاً لم يجد عملاً يرتزق منه، حتى وقع الطاعون ببغداد، فَعُرضَ عليه أن يعمل مُحْصياً لعدد الموتى ببغداد على باب المقبرة، فوافق فرحاً..

قال الأصعمي: فجلس الرجل أمام باب المقبرة وبجانبه كوب وكومةً من الحصا، فكان كلما دخلوا بميت إلى باب المقبرة رمى حصاة في الكوب.. فلما كان بعد ثلاثة أيام جئنا إلى المقبرة نريد أن ندفن صاحباً لنا هلك بالطاعون، فلم أجد ذلك الرجل، وإنما وجدت رجلاً آخر يقوم بعمله، فسألته: أين فلان الذي كان يعمل هنا؟ قال: (في الكوب)!

ويقول الإمام علي الكرار (كرّم الله وجهه): “الوفاء لأهل الغدر غدرٌ عند الله، والغدر بأهل الغدر وفاءٌ عند الله”،

كذلك يقولون لكل امرئٍ من اسمه نصيب، ومن أعنيه (لا حافظ ولا كبير).. بل صغير القامة.. متسخ الهامة.. وللارتزاق والخيانة والخيابة صار رمزاً وعلامة.. خذها مني يا كمريرة الجنجويد المرتزق الرخيص، يا من صرت مجرد حصاةً متسخةً في كوب الجنجا الملاعين.. أن ندعم جيشنا (على علاته)؛ خير لنا من أن نتحول إلى مناديل ورق مكللة بالوسخ، تتولى مسح مؤخرات قادة المليشيا المجرمة من قاذورات الارتزاق.. قبَّح الله وجهك الدميم وزاده قبحاً على قبحه القديم.

مزمل أبو القاسم