رأي ومقالات

محمد يونس مؤسس بنك الفقراء رئيس إنتقالي لبنغلاديش

محمد يونس …
لو تم تكليفي ولو من قبيل التخيل بإختيار رئيس إنتقالي لبنغلاديش لقلت وبدون تردد : محمد يونس مؤسس بنك الفقراء.

بنغلاديش حتى الآن عبرت المرحلة الأصعب وهي تأسيس الحكومة الانتقالية بدون سيطرة أو مشاركة الجيش.

عدد السكان مقارنة بمساحة البلد تجعل بنغلاديش من أكثر دول العالم كثافة سكانية وبالتالي لا توجد لديهم الكارثة الأبدية التي يطلق عليها حواكير لأن الحاكورة تتطلب أرضا شاسعة المساحة وعدد قليل جدا من البشر يتصارعون على طول المدى ، ليس ذلك فقط فهي دلتا نهر كثير الفروع وتعاني سنويا من الفيضانات.

البنغالي مكافح سهل التعامل ولديه في دول الاغتراب استعداد لتحمل صنوف من الغطرسة والاستخفاف حتى لا يتم قطع عيشه وتسفيره ولم أنس منظر ذلك البنغالي الذي أحضره كفيله في المطار لتسفيره خروج نهائي ، فعلى حين غرة أفلت وأمسك بقضبان السلم وجلس على الأرض وأخذ يبكي ويصيح : أنا مافي سفر … أنا في ماما … أنا في بابا .. يا الله … يا رسول الله … يا الله … يا رسول الله.

كان مشهدا يقطع نياط القلوب ولكن كفيله القاسي ظل يجره بقوة محاولا نزعه من الماسورة التي قبضها بقوة بكلتا يديه.
في تلك اللحظات إقترب شاب مواطن منه فظننت أنه يريد التوسط فإذا به يبدأ في وعظ البنغالي : سديق … إنت مافي قول يا الله … يا رسول الله … أنت في بس قول … يا الله … والبنغالي ينظر إليه محبطا من خلف الدموع.

وفي السنوات الثلاثين الأخيرة بدأ وفود البنغالة لبلدنا وكانوا في تقديري أنهم سيكونون أفضل كثيرا ممن سبقهم من جاليات فهم مهرة خلوقين هادئين يعيشون في تجمعات بيوت عزابة يتشاركون في إيجارها في أحياء فاخرة وليس في أحياء شعبية طرفية كما قد يخطر في البال لأن غالبيتهم يمتهنون حياكة وتطريز الملابس والثياب وقال لي أحدهم : هنا في زبون كويس يجي وفي فلوس كويس يدفع.

حقيقة اتمنى للبنغالة ولبنغلاديس كل خير فقط على قوى الترصد والحفر أن تتركهم في حالهم.
#كمال_حامد 👓