توصية أبو نمو : التوظيف الردىء ما بين (سلك ) و (المهدي)…
ردود الفعل على تغريدة رئيس وفد الحكومة فى اللقاء التشاوري مع الامريكيين يكشف طبيعة القيادات السياسية فى بلادنا والنظر للامور من المصالح الضيقة ، وتوظيف كل حدث بطريقته مزاجية وساذجة – أحيانا- ولا تخلو من التجهيل والتغفيل ، ومثال ذلك ما اورده السادة (مبارك الفاضل) و (خالد يوسف عمر) ، ومع اختلاف مواقفهم السياسية ونشير للآتى:
– فسر مبارك الفاضل موقف أبو نمو بإنه (امتداد لموقف الحركات المؤيدة للحرب) ، بينما قال خالد عمر القيادى فى تقدم إنها استجابة لضغوط الإسلاميين..
– عاب الفاضل على أبو نمو إعلان التوصية قبل طرحها على قيادة الحكومة وقال سلك بموقف قريب من ذلك وهو مناقشة الأمر فى مجلس الوزراء..
ومع وجاهة الطرح من النظرة الأولى ، إلا أن ذلك أمر غريب على سياسي ورجل دولة ، ولأسباب كثيرة:
أولا: أى وفد حكومي فى مفاوضات تسبقه مشاورات كثيرة والخلوص إلى خطة تفاوض ، وحسب نسبة تحقق الشروط يمكن القول بنجاح المفاوضات أو عدمها.
ثانيا: تصور أن الوفود منقطعة عن التواصل مع قياداتها هذه بعيدة عن التصور ، وهناك – دائما – قنوات اتصال فاعلة ومستمرة ، ليس للقيادة فحسب ، بل احيانا تطلب مشورة فنية ، والحديث عن بقية التفاصيل مجرد أمر بروتكولي..
ثالثا: أى مفاوضات وفى أى مرحلة لابد من تصريح صحفى لاغلاق الباب على التكهنات ، وهذا ما حدث ، وحتى نقاط الخلاف فإنها توضع محل نقاش..
ورابعا: هذه خطوة فى المفاوضات ، فهذه الوفود تشاورية ، ونتيجة حديث بين البرهان وبلينكن ، وتحسس مواقف ، وهذا جزء من التفاوض ، ويمكن إعادة التواصل بين الطرفين وتصحيح الأوضاع..
وخامسا: هذا الوزير يمثل الحكومة وليس الجيش ، وتم تعيينه من قبل رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك (رئيس تقدم) ومحاولة إلصاق المواقف بطرف آخر مجرد هتافات سياسية غير موفقة ، ومن الأوفق مناقشة الأسباب والمسببات..
وخلاصة الأمور ، أن الدخول فى هذه النقاشات هو جزء من التفاوض ومرحلة استكشاف مواقف ، ولن تتوقف ، ولضمان موقف حكومي متماسك طرح رؤيتهم ونقاط الإتفاق والخلاف مع الامريكيين فى بيان صحفي تفصيلي..
حفظ الله البلاد والعباد
ابراهيم الصديق على
11 اغسطس 2024م

