في علم الدبلوماسية نجد أن الدبلوماسي هو الذي يدخلك النار وأنت تضحك. هذا ما يقودنا لفن الدبلوماسية العالي الذي تعاملت به الحكومة مع منبر جنيف. لقد عولت على هذا المنبر دوائر كثيرة داخلية وإقليمية ودولية للإيقاع بالحكومة في الفخ. ومن ثم تمرير أجندتهم المتشابكة مع بعض. ورفعت من وتيرة التهديد والوعيد في حالة النطق بكلمة (لا) للمشاركة. ولكن للنجاة من فخ جنيف والبحث عن تحقيق السلام الحقيقي الذي يلبي طموحات الشارع العريض. ووضع اللبنة الأولى في بناء دولة المستقبل القائمة على التداول السلمي للسلطة عبر الحكم المدني الديمقراطي. كان اللقاء التشاوري مع الأمريكان بجدة أولا. وهذا اللقاء هو البوابة الحقيقية لمنبر جنيف. لقد حاصرت الدبلوماسية السودانية الأمريكان حصارا منطقيا. واضعة على الطاولة الأسئلة المحورية للشارع السوداني. مطالبة بالإجابة عليها. عجز الأمريكان. فقد أسكتهم الباطل. في حين أنطق الحق وفد الحكومة. وخلاصة الأمر ليعلم الجميع بأن بيان الحكومة السودانية بخصوص المشاركة من عدمها واضح. وهي غير رافضة لمنبر جنيف. متي ما وجدت الإجابة الشافية لتلك الأسئلة. إذن على أمريكا قطع تلك العقدة بمنشار الإجابة. ومن ثم مرحبا بجنيف وغيرها من المنابر. لطالما تقود للحل النهائي.
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الأربعاء ٢٠٢٤/٨/١٤
