الكلمة الجامعة التي تلخص الموقف الأمريكي من السودان هي (الإرتباك)

لفهم الموقف الأمريكي من المفاوضات
الكلمة الجامعة التي تلخص الموقف الأمريكي من السودان هي ( الإرتباك ) ..
وسبب الإرتباك الأول يتعلق بتراجع تأثير الإمبراطورية الأمريكية نتيجة مشاكلها الداخلية ، وهو الأمر الذي مكن حلفاءها الإقليميين من تبني مواقف في قضايا الإقليم تتعارض أحيانا مع ظاهر السياسة الأمريكية ، وهذا أمر لا يمكن تصوره أيام وجود رجال سياسة كبار كهنري كيسنجر في أروقة السياسة التنفيذية …
السبب الثاني يتعلق بعدم قدرة الولايات المتحدة علي صياغة سياسة واضحة تجاه السودان بعد سقوط النظام السابق ، فما تزال بعض الدوائر المؤدلجة ( بقايا المحافظين الجدد المرتبطين مع اللوبي الصهيوني ، بعض كبار الموظفين في الخارجية ، وغيرهم ) ينظرون إلى الجيش علي أنه إستمرار لنظام الإسلاميين ، ويجب العمل علي تفكيكه ، متأثرين بروايات بعض الناشطين السودانيين قصيري النظر ،الذين تتماهي مواقفهم مع الخط السياسي للدعم السريع الذي تتحفظ كل الدوائر الأميركية علي التعامل المباشر معه ، بينما تميل بعض دوائر إتخاذ القرار علي تبني منهج عملي يريد تطوير علاقات واقعية مع الجيش لمنع تمدد النفوذ الروسي في السودان ، وقطع إمكانية نشوء أي علاقات بين الروس ومليشيا الدعم السريع..
وبين هذين الموقفين يتوزع الموقف الأمريكي بين التردد والإرتباك ..
وعلي كل فإن موقف الحكومة القوي الأخير من مفاوضات جنيف حسب رأيي سيعمل علي تقوية الرؤية التي تري التعامل مع الجيش ، لأن المخاوف من تمدد النفوذ الروسي داخل المؤسسة العسكرية الأميركية ، وصدي جرائم الدعم السريع في الأوساط الحقوقية والإعلامية الأمريكية أكبر من كل مناورات صغيرة ومواقف بائسة ، لذلك يجب على الحكومة مواصلة هذا الموقف القوي الذي يعبر عن مصالح السودانيين ومواقفهم من التفاوض وتحقيق السلام ..
ياسر يوسف