محمد أبوزيد كروم: فلينام حاتم حيدر اللكندي بسلام

– عندما أخبرني أحد الإخوان وأنا بأمدرمان وقتها في نهاية مايو الماضي بأن الأخ حاتم حيدر اللكندي قد استشهد بجبل موية وهو مقبل غير مدبر مقاتلاً الأوباش مدافعاً عن سنار والسودان في المعارك الأولى.. قبل أن يدخل الجنجويد إلى بعض مناطق جبل موية مؤخراً ونفقد في هذه المعارك خيرة الشباب والأبطال ويفقد ال دقلو كميات مهولة من المرتزقة والملاقيط.. قلت لمحدثي يا لفقد حاتم الكبير .. لم يترك لنا الجنجويد شيء نحاذر عليه أو نخشاه.. الموت لكل الجنجويد وإن طال الزمن..
-وحاتم حيدر اللكندي أحد شباب السودان الكُثر الذين تركوا حياتهم الهنية الرغيدة وأسرهم واستجابوا لنداء الوطن باذلين أرواحهم لقيم عليا لا يفهمها العملاء والأراذل والسفهاء، كان حاتم (الحاتم) أميراً للكتيبة الرابعة بسنار واستشهد في الصف الأمامي وهو القائد للمعركة لا المختبيء في أبوظبي أو نيروبي أو في بيوت الرجال والنساء!! ولا حاتم هو المنعم بأموال العمالة والسحت والحرام، مات حاتم ميتة الرجال ولحقه بذات البسالة قائد وأمير لواء البراء بن مالك بسنار الأخ الشهيد أحمد عوض بشير ونائبه الشهيد محمد بشير بجبل موية، ثم لحق بهم من بعدهم الأمير الجديد الشهيد قصي بشرى إسماعيل والأمير حذيفة آدم بمايرنو وعدد كبير من الشهداء الأبرار يصعب عدهم ، هكذا هم شباب السودان يتقدمون صفوف المجد والخلود دفاعاً عن الشرف والكرامة وعزة السودانيين ..
– عندما دخل أوباش ومرتزقة ال دقلو لمنطقة اللكندي بمحلية السوكي، الشهر الماضي اعتصرني ألم شديد وحزن عجيب أن هؤلاء المجرمين دخلوا إلى بلد دافع ابنها عن السودان كله، دخلوا إلى بلد ارتبط اسمها باسم الشهيد ودُفن فيها.. قلت كيف سيكون حال حاتم وهؤلاء الأوباش قد نجسوا وجاسوا في أرض أجداده .. يا له من احساس صعب وصعب جداً !!
-وكان الإحساس عندي مختلف أيضاً مساء اليوم وقواتنا المسلحة الباسلة تبسط سيطرتها على منطقة اللكندي وتكبد المليشيا المجرمة خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.. لقد قفزت إلى أعيني صورة الشهيد حاتم حيدر اللكندي وأنا أتحدث معه في آخر لقاء جمعني به في سنار رفقة الأخ محمد زيادة وقائد الكتيبة الرابعة وكان محور النقاش هو اجتهاداته في توفير بعض المعينات لكتيبته التي تقاتل في صفوف القوات المسلحة في أصعب الظروف وأحرج الأوقات، يقاتلون ويدفعون من جيوبهم ويسخرون علاقاتهم ومعارفهم لدعم المجاهدين ثم يقدمون أرواحهم رخيصة .. يا لها من قيم ومعانٍ عظيمة تلك التي تُبذل لها كل هذه التضحيات الجسام ..
– بالله عليكم كيف لا ننتصر ونحن بهذا الثبات وهذه التضحيات نواجه حرب دولية منظمة ومفتوحة ضد بلادنا وشعبنا وجيشنا .. نواجه حرب ضروس سُخرت لها أموال وامكانيات وتسهيلات ومرتزقة وواجهناها بصمود اسطوري حتى هزمنا المؤامرة ولا نزال في قلب المعركة ووضعنا أفضل وصفوفنا أقوى وعزيمتنا أمضى الآن لدحر العدو الغاشم ومن خلفه أسياده في أبوظبي وغيرها .. قصص شهداء معارك الكرامة من شباب السودان الخُلص كثيرة ومثيرة ستحكى وتُحفظ بالتأكيد لاحقاً لتكون معين ودافع للأجيال القادمة في حب الأوطان.. ستُحكى روايات عن ملاحم وأبطال ومواقف ستذهل العالم عن عظمة هذا الشعب وفراسة هذا الجيل .. رحم الله الشهيد حاتم حيدر اللكندي وجبر كسر أسرته الكبيرة والصغيرة وتقبل الله شهدائنا جميعهم .. ونحمد الله على نظافة اللكندي وجلقني ومنطقة بنزقة والقرى والمدن الأخرى اليوم واليومين الماضيين .. والفرح قريبا بإذن الله في مدني وسنجة وكل السودان ولا نامت أعين الجبناء والجنجويد.. فلينام اليوم حاتم حيدر اللكندي بسلام..
محمد أبوزيد كروم






