شوق يتحرك داخلي لبعض بقاع السودان، شوق بديهي غير معقد ولا يتصل بأي فكرة سياسية، كردفان مثلا من مدينة الأبيض التي أحبها جدا مرورا ببارا ورجوعا للرهد، هناك قضيت أوقاتا ذات قيمة وعرفت أناسا طيبين ولي فيها قصص بعضها يحكى وآخر لن يحكى، ثم مدينة أم روابة حيث عملت فترة وسط بلدة جميلة هادئة، أذكر أنني انغمست في تفاصيلها حتي ظننت أنني منها، للدرجة التي شجعت فيها فريق (مريخ ام روابة) وفرحت حين فاز بالدوري المحلي. شوق بداخلي لمدينة النهود أيضا وللقرى شمالها حيث عملت فترة وسط تلك البوادي، وشوق آخر لنيالا التي زرتها عدة مرات في أعمال وشعرت أنني في مدينة أعرفها وأشعر فيها بالإلفة، ووجدتها تجمعا مدينيا قديما لمختلف أعراق السودانيين وعثرت فيها على أسرة تعود بأصولها لأهل أمي في الشمال، بطريقة طريفة عرفت أحدهم فهو شيوعي ملتزم التقينا في المعتقل عام ٢٠١٢م وتفاجأت أنه أصلا من نيالا، هكذا يعرف نفسه رغم أن أصوله من الشمال، حين زرت نيالا فهمت مقالته جيدا. ما أكتبه هنا خبرات شخصية بسيطة لكنها ذات قيمة بالنسبة لي، وأنا موقن مثل الكثيرين أن من يحاربنا اليوم هو مجرد وكيل لطرف خارجي، وهو بلا أصل ولا إنتماء سواء كان حاملا للبندقية أو سياسي عميل، أما أبناء هذه الأرض فهم مع الوطن وسيادته.
هشام عثمان الشواني
