الكمبرادور والتسطيح بهجاء الكيزان

الكمبرادور والتسطيح بهجاء الكيزان:
العالم الأمريكي البارز، جيفري ساكس، صرح اليوم مخاطبا البرلمان الأوربي أن فصل جنوب السودان كان مخططا أمريكيا. ومع ذلك يصر خطاب الدعاية والتسطيح في السودان أن المسؤول الوحيد عن فصل الجنوب هم الكيزان.

علما أن مشكلة الجنوب برزت قبل تاسيس حركة الأخوان في مصر في عشرينات القرن الماضي. وزادت حدة المشكلة في عام ١٩٥٥ وعادت في عام ١٩٨٣. واستحكمت مشكلة الجنوب خلال حكومات الأزهري وعبد الله خليل ثم عبود ثم الحكومة المنتخبة في ١٩٦٥، ثم حكومة نميري ثم حكومة ديمقراطية ١٩٨٥. وهكذا ظل الجنوب مشكلة دائمة لعقود طويلة قبل صعود الأخوان للسلطة في ١٩٨٩.

ولو جاز إتهام الأخوان بالمساهمة في فصل الجنوب بتبني شعارات عروبية، إسلامية فهذا يعني أيضا مسؤولية أكبر الأحزاب الأخري مثل الأمة والإتحادي والبعث والناصريين. علما بانه في غياب مشكلة الإسلام لم يكن ليصعب علي قوي فصل الجنوب إيجاد ذريعة أخري كما يحدث الآن في دارفور المسلمة.

ولا ننسي أن الجنوب قد إنفصل بعد أن صوت شعبه مطالبا بذلك. وكان التجمع الذي ضم كل الأحزاب المعادية للكيزان هو من منح الجنوب حق تقرير المصير في منتصف التسعينات. وبعد نيفاشا نفذت حكومة البشير الأستفتاء علي تقرير المصير الذي أجازه خصومه قبل عقد ونصف.
في عام ١٩٩٢، في فرانكفورت، وقع علي الحاج – نائب الأمين العام للكيزان – مع لام أكول المنشق حينها عن الحركة الشعبية تبع قرنق. حينها لم يمثل لام التيار الرئيسي في الشعبية . أحزاب التجمع وقعت مع جون قرنق علي حق تقرير المصير في ١٩٩٥ وهذا هو من سياق إستفتاء الإنفصال في ٢٠١١.

النقطة هي أحزاب التجمع وافقت علي حق تقرير المصير وفي عام ٢٠١١ ومارس الجنوبيون هذا الحق لذلك لا يصح القول بان الإنفصال سببه الوحيد هو الكيزان.ساهم لاعبون أخرون داخليون وخارجيون مو في فصل الجنوب بمن فيهم أحزاب الشمال والحركة الشعبية والكيزان وأمريكا. ولذا فان لوم الكيزان وحدهم علي الإنفصال كذبة.

وهذا الواقع لا يبريء ساحة الأخوان ولا يبرر لسوء حكمهم ولكن تظل الحقيقة هي مساهمة فاعلين أخرين داخليين وخارجيين في فصل الجنوب. فساد الممارسة خيمة واسعة تسع الجميع.

من أكبر أدوات التسطيح بالعقل السوداني ما تقوم به البرجوازية الكمبردورية التي تعلق كل مشاكل السودان علي شماعة الأخوان لسببين.

السبب الأول هو أنها لا تملك أي خطاب متماسك ولا مشروع سياسي ولا كفاءة تبيعها للشعب لذلك يصبح هجاء الكيزان هو وسيلتها الوحيدة لتبرير وجودها في الساحة ولمحاولة اكتساب مشروعية زائفة وإدعاء أفضلية متوهمة.

السبب الثاني أن النعيق ضد الكيزان هو القرعة التي يستجدي بها الكمبرادور الدعم والتمويل من جهات خارجية تكره الأخوان لأسباب لا علاقة لها بمصالح الشعب السوداني. وتصبح العمالة شرف تحت التظاهر بالمدنية الديمقراطية لإنقاذ الوطن من إجرام الكيزان. لذلك لم يكن غريبا أن يعلن الرجل السيادي عن إنضمام مسبق لحكومته الموازية، قبل ميلادها، للحلف المعادي لايران. وهكذا.

أن تزوير التاريخ وعمي الجيوبولتيك الطوعي، بغرض الكسب السياسي بهجاء الكيزان، جريمة تهدد العقل السوداني ومصيره الوطني.

معتصم اقرع

Exit mobile version