بالرغم من هذه الخسائر، إلا أن هذا التطور النوعي والجديد تماماً في حرب السودان بانتقالها من “حرب الوكالة” إلى “الحرب المباشرة” بين السودان ودويلة الشر والباطل، هو في أحد أبرز تجلياته انتصار للشعب والجيش السوداني على كل محاولات التدخل العسكري والعمالة والعبط السياسي الممتدة خلال أكثر من عامين.
قدرة الجيش السوداني على امتصاص الصدمة الاولي وتبديد عامل المفاجأة للميليشيا في أبريل 2023، ثم التكييف ضد حرب المدن وتحقيقه لعملية العبور الكبير في سبتمبر 2024، ثم طرد الميليشيا المجرمة من الخرطوم وباقي المدن والقرى وحصر المليشيا المجرمة في نيالا في مارس 2025، ثم اخيراً بإخراج مليشيا الدعم السريع المجرمة من المعادلة العسكرية تماماً، وإجبار ممول هذه الميليشيا على النزول بنفسه للمواجهة المباشرة في مايو 2025.
هذا التطور هو إجبار للدويلة المجرمة للتخلي عن كل القناعات والوكلاء والانخراط بشكل مباشر في هذه الحرب، وهو اعتراف صريح بقوة الجيش السوداني وبفشل كل الخطط السابقة لتركيع السودان. وكما أحبط الله خططهم السابقة، سيفشلون في هذه الخطوة باذن الله، “فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون”!
Khalid Osman Alfeel
