راشد عبدالقادر عامل فيها وطني أكتر من الجيش السوداني نفسه بكل من فيه وأكثر من كل داعمي الجيش.
يهاجم الجيش ويصفه بأقبح الأوصاف وغاضب منه أكثر من غضبه على الجنجويد وعلى الإمارات.
يصدق أنه أكثر وطنية وولاء للسودان من ضباط الجيش الذي عارضوا الجنجويد (حينما كان هو يطبل للقحاتة ولحمدوك في ظل الشراكة مع العسكر) ودفعوا الثمن طردا من الخدمة وسجون ومحاكمات!
هؤلاء عادوا إلى الجيش مع اندلاع الحرب دون أي تردد وذلك لسبب بسيط هو أن المعركة معركة وطن. هذا هو الموقف الوطني؛ أن تنسى خلافاتك وتنحاز لبلدك وتقاتل في خندق الجيش. قاتلوا ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.
راشد يزايد على الجيش ويهاجمه أكثر من الجنجويد! ليس من الخطوط الأمامية بالطبع، وإنما من مقاعد المحايدين!
مزايدة تافهة وتخذيل وطعن في الظهر في الوقت الذي يصطف فيه كل من لديه أقل قدر من الوطنية خلف الجيش، ليس لأنه جيش ملائكي كامل بلا مآخذ ولكن لأنه يقاتل في معركة مصيرية.
هل يمكن أن تغيب حقيقة كهذه على شخص عنده أدنى قدر من الوعي؟
حليم عباس
