رأي ومقالات

محمد حامد جمعة نوار: موثوقون

أثناء نقاش مع صديق إريتري . مناضل قديم وعلى خلاف مع الرئيس أسياس افورقي . قال لي كلمة كأنما دلقها على رش ماء بالذهب على أذني . قال وهو يمتدح موقف الرئيس أسياس من تطورات الحرب بالسودان . نختلف معه صحيح لكنه في هذا الموقف عبر عنا بما يليق بأرتريا وبالأرتريين . ثم أكمل عبارته الذهبية ( خلاف التقديرات السياسية لن يجعلنا نسلبه تاريخه ولا نضاله ولا وطنيته ولا أرتريته) .فراقني هذا النبل الباهر وأود أن أجعله مدخلا لكلمة .

لا يروقني وضع الإضطراب الإعلامي عند البعض . الذين في ساعة ما القيادة السودانية عندهم بطلة وجسورة وفي منخفض هوائي أخر فهي شبهة عدم ثقة ! فقط بناء على معطيات الظاهر وأحيانا التفسير بظاهر النص ومرات كثيرة لغيم حول المعلومات الوافية والأسوأ مرات حسب نفسية وضعية الصائح بالنظرية النفسية .

القيادة السودانية الحالية ليست فوق النقد والتصويب . والأفضل الإرشاد لمظان ما فاتهم . لكن في ظرف مماثل من الأفضل أن نحفظ لها أن بعض ما يكالب الغريب والقريب على هذا الوطن قطعا نتاج مواقف لهم و(لا ) ناهية قالوها في مقام ما يراد به (نعم) . وقطعا لو أنهم كانوا ضد وطنهم لسمحت لهم الظروف في مواقيت سابقة بتخير حلول أسهل لذواتهم أو تسليم حينما كانت المسافة بين الرجل والرجل مقدار إمتداد السونكي . أو في ظروف أخرى كان يمكن لهم قبول مقترحات لن تعدم المساند والمبرر من نفس الذين يلقون عليهم الان مواعظ التردد أو مقالب قمامات اللعن .

إختلفوا ـ على طريقة الصديق الاريتري وأسياس ـ معهم وأعينوهم بالمفيد من القول والرؤى . وأحفظوا لهم أثناء ذلك وطنيتهم وجسارتهم وأنهم لو كانوا يبيعون فما أسهل الصكوك ونوافذ القبول . لا يعجبني كثيرا فيما أرى . لكني بكل الوضوح أثق فيهم وفي سودانيتهم وأنهم من طينة هذا الجيش الذي ندعم . ولذا أدعمهم وبلا تردد ولن أزايد عليهم . وهذا ما يجب وما لازم أن يكون

محمد حامد جمعة نوار