رئيس الوزراء الجديد في السياق:
بغض النظر عن رأيك في رئيس الوزراء الجديد، سلبا ام ايجابا، وبغض النظر عن رأيك في حكومة البرهان، سلبي ام سلبي شديد، الا ان الحقيقة هي ان خياراته فى اختيار الوزراء ظلت محدودة بشدة مرعبة. اذ نجح الحلف الجنجويدى في عزل الجيش عزلة شبه كاملة عن طبقة الخبراء والتكنوقراط خارج دوائر الاسلاميين. لا أحد من الخبراء يجرؤ علي الاقتراب من الحكومة حتي لو كان من غلاة البلابسة حتي لا يدمغه الحلف الجنجويدي في ذمته السياسية والاخلاقية بالتهم المعروفة الجاهزة. فإذا كان من الممكن كوزنة شخصيات مخالفة لا علاقة لها بكيزان في ماض او حاضر او مستقبل ،
وأحيانا انتماءها العقدي للإسلام غير موجود او علي الاقل مشكوك فيه، فقط بسبب رفضها لميليشيا العنف الجنسي والغزو الاجنبي، فلك ان تتخيل حملات التشويه التي سيتعرض لها من يقبل الوزارة او السفارة في الظرف الحالي.
ولا يجرؤ البرهان، او يتردد، علي تعيين مقتدر ذي ميول اسلامية لان الحلف الجنجويدي سيفسر التعيين كدليل دامغ علي سيطرة الاخوان المسلمين علي الجيش ومن ثم يتجول بذلك التعيين قميص عثمان في عواصم الاستعمار مطالبا اساتذة الشعوب بالتدخل الفوري لإنقاذ السودانيين من بربرية الاخوان وليس الجنجويد.
ان احكام العزلة الخارجية والداخلية علي الحكومة بسرديات مزيفة او مختزلة هي اهم انجازات الحلف الجنجويدي. وهو انجاز بلا شك تقدره الجهات التي تمول الحلف ويبرر مواصلة تمويل جماعات لا تملك من القدرات سوي الوقاحة علي الحق والكذب اليومي بلا حياء.
هذا هو السياق الموضوعى لتعيين السيد رئيس الوزراء الجديد الذي يجسد الخيارات المتاحة لمن عينه بغض النظر عن الاتفاق او الاختلاف مع اي جهة.
