الأمريكان ديل أدوهم الصمغ ومعاهو وردة:
عقب القرارات الأمريكية الأخيرة بخصوص السودان علت أصوات تطالب معاملة أمريكا بالمثل ومنع الصادرات السودانية إلي اقتصادها، وبالذات الصمغ العربي لان السودان من أكبر منتجيه ومن الصعب على أمريكا إيجاد مصادر أخري.
لا أتفق مع حظر الصادرات السودانية لامريكا لانها أصلا قليلة وجلها حبوب زيتية وصمغ. الحبوب الزيتية لا تعني الكثير لأمريكا وبإمكانها أن تجد بدائلا لها في بضع سويعات. أما الصمغ، فمع عدم وجود مصادر بديلة كافية، إلا أن أمريكا تستطيع الحصول عليه من تشاد أو من السودان عبر طرف ثالث يستورد الصمغ السوداني ومن ثم يشحنه إلي أمريكا. وفي هذ الحالة يعمق السودان حالة العداء مع الفيل الأمريكي من غير أن يلحق باقتصاده أي ضرر. لذلك فان رد الفعل الصحيح على قرارات أمريكا المضادة للسودان هو ترك صادراتنا لها على ما هي عليه. وهذا التجاهل ليس بدعة، إذ أنه عقب فرض ترمب جمارك مرتفعة على كل شركاء أمريكا التجاريين، أوصى خبراء الإقتصاد والجيوبوليتيك بعض الدول الصغيرة أن أفضل طريق من وجهة نظر مصالحها هو أن لا ترد على جمارك ترامب بالمثل. ولكن هذه الوصفة لا تناسب الكل، لان اقتصادات عملاقة مثل الصين والإتحاد الأوروبى كان الرد بالمثل هو الخيار الأفضل لخدمة مصالحها.
أحيانا ألا تفعل أي شيء يكون أفضل دفاع عن مصالحك. ده إسمو التجاهل الإستراتيجي .. قصة “الرجالة” دي كلام يتقال تحت العمود لا مكان له في الإستراتيجيات وعلوم نظرية اللعبة.
بإختصار، الأمريكان ديل أدوهم الصمغ ومعاهو وردة. والذين إذا عاقبهم الأمريكان قالوا سلاما.
معتصم اقرع
