في إندلاع انتفاضتي أكتوبر ١٩٦٤ وأبريل ١٩٨٥ علا صوت اليسار والحركة الإسلامية في التأجيج والقيادة وهندس الإنتقال. ورغم كل الإحباط إلا أن الإنتقال السلمي نجح في ألهبتين وتوج بإنتخابات نظيفة وتولت حكومات منتخبة.
أما إنتفاضة ديسمبرابريل الأخيرة فقد أخذت مسارا مختلفا إذ قاد الإنتقال وسط متلبرل لا هو يسار ولا هو حركة إسلامية. لم يملك هذا “الوسط المتطرف” أي إلتزام أيديلوجي أو بوصلة هادية مثل اليسار والإسلاميين الذين تم تبخيسهم بتهمة “العقائدية” كنقيض لبيبسى كولا الوسط الكيوت.
ولكن هذا الوسط المتلبرل الذي قاد هبة ٢٠١٨- ٢٠١٩ لم ينجز أي إنتقال ولم يبد أي إهتمام بديمقراطية كما يشهد زهده حتي عن تكوين برلمان بالتعيين أو تاسيس مفوضية إنتخابات أو تحديد تاريخ لإنتخابات. بل وقد شرع هذا الوسط في التسويق لفترة مد الفترة الإنتقالية بقيادة حكومة غير منتخبة إلي عشر سنوات وبالعدم أربع سنوات قابلة للتجديد.
ثم إنتهي الأمر بكارثة حرب ودمار شامل أثناء سلطة الوسط الكيوت المتلبرل والممتلئ حد التخمة بايديلوجيا المنظمات الممولة من الخارج.
وقد ساعد هذا الوسط علي الضلال مجموعات من فاقد يساريأكتشف بركات الليبرالية بعد سقوط الكتلة السوفيتية وسقوط نظام صدام حسين وأفول شمس الناصرية. ولم تخل الرصة من إسلاميين تائبيبن إلي حقول ليبراليلة المنظمات الأكثر خضرة.
معتصم اقرع
