سميحة أيوب: السودان بلد غني جداً، والأجانب طمعانين فيها وعايزين يحتلوها

توقيعاً على دفتر رحيلها اليوم، كنت قد أجريت هذه المقابلة مع الفنانة المصرية القديرة سميحة أيوب لصحيفة (الأهرام اليوم)، قبل أكثر من عشرة سنوات، وهى امرأة من زمان عبد الناصر، مثقفة وثورية وجميلة، واسترجعت معها أدوارها في أفلام (فجر الإسلام) (شاطي الغرام) و(أدهم الشرقاوي) (بائعة الورد) وغيرها من الأعمال المسرحية الشهيرة..وأذكر أنني كتبت عنها في مقدمة الحوار ” لم تكن تفتقر إلى المرح وخفة الظل بقدر ما كانت تفتقر إلى الإسراف في الحياة وعجز طويل الذيل بعدما خلعت عنها قماطات الروح وتفتقت ذاكرتها للبوح، خصوصاً تلك العوالم الخفية التي دفنها في قلبها زوجها الراحل سعد الدين وهبة”، كان بيتها في حي الزمالك مشغول بالصور القديمة والهدايا والأوسمة واللوحات، عبارة عن متحف للذكريات.

تحدثت عن الهادي آدم بتقدير شديد، وقالت إنها مغرمة بالطيب صالح وكانت تحرص على الحديث إليه عندما يهبط مصر، ويناديها بكلمة ” يا مولاتي”، في آخر الحوار باغتها بسؤال عن عمرها فابتسمت وقالت لي: هات سؤال تاني حلو. وهى قد زارت السودان عديد المرات، وقالت في آخر كلامها عن السودان نصيحة غالية ” السودان بلد غني جداً، بس تعالوا على حالكم واشتغلوا، أنا عارفة الحر يصعب فيه الشغل، بس أتحملوا وممكن تزرعوا بالليل وتناموا بالنهار، وهى بلد غنية والأجانب طمعانين فيها وعايزين يحتلوها احتلالاً مستتراً”.

عزمي عبد الرازق

Exit mobile version