السعودية .. زاوية أخرى للنظر
راج في الأيام القليلة الماضية خبر الراعي السوداني (الطيب الزين) الذي رفض الاستدارج لكي يسرق من مخدمه السعودي نعجة ويبيعها لعابري طريق أغروه، وتم تسجيل هذا الحدث الذي أظهر فيه الطيب وبلغة بسيطة ورعاً وتقوى وكرم الطيب من السعوديين والسودانيين وبهذه المناسبة ظهرت مقالات من كتاب سعوديين يتغزلون فيها في أخلاق السودانيين الحميدة. زها السودانيون بذلك إيما زهو. كما أوردت (السوداني) الصادرة يوم الخميس الماضي خبر السوداني (أحمد ابنعوف) الذي سلم مجوهرات قيمتها اكثر من مليار جنيه و500 ألف ريال سعودي لشرطة الرياض فكرمته الشرطة وفي سياق ليس بعيداً قام الأستاذ التاج عثمان بتغطية زواج طفلة البئر أم شوائل وذكر اسم رجل الأعمال السعودي إبراهيم آل إبراهيم الذي تبرع لها بشراء منزل بأم ضوًا بان وقد عاتب السعودي التاج لأنه لم يخبره بزواج أم شوائل.
خبر الأسبوع الماضي دون شك كان هو إيقاف البنوك السعودية تعاملها مع البنوك السودانية (خطابات اعتماد, مقاصات وتحويلات والذي منه)، وفسر هذا بأنه ناجم من الحصار والضغوط الأمريكية على السودان وإن كان بنك السودان قد قلل من خطورة هذا الحدث وقال إن إيقاف التعامل بين البنوك أمر متواتر الحدوث وأن هناك بنوكاً أخرى قررت إيقاف تعاملاتها مع البنوك السودانية لأسباب متعلقة بالتعاملات المصرفية البحتة وليس لأسباب سياسية ولكن الشاهد أن الصحافة السودانية وبالتالي الرأي العام لم يهتم إلا بالمقاطعة السعودية علماً بأن هناك بنوكاً أخرى أوقفت تعاملها مع البنوك السودانية من زمن كالبنوك الصينية مثلاً ويرجع هذا الاهتمام للعلاقة الاقتصادية والاجتماعية المعروفة بين الشعبين والبلدين
من هاتين الفقرتين أعلاه يتضح لنا التباعد القائم بين العلاقات السياسية والعلاقات الاجتماعية ولعل تدهور العلاقات السياسية بين البلدين لايحتاج لدرس عصر والكلام عن العلاقات السودانية الإيرانية وتأثيرها على علاقات السودان الخليجية أصبح على قفا من يشيل وقد أبدى الأستاذ إسحاق أحمد فضل الله استغرابه كذا مرة لفتور العلاقة بين البلدين مع أن السودان بلد سني مثل السعودية باعتبار أن هناك خطراً شيعياً يهدد المنطقة وجعلت السعودية منه تهديداً قادماً ووضعته كأولوية من أولويات سياستها الخارجية فالوضع الطبيعي أن يتقارب أهل المذهبية الواحدة في الملة الواحدة
لتجسير العلاقة الاجتماعية والسياسية بين السودان والسعودية. كتب الأستاذ الساخر محمد عبد الماجد في أخيرة الأهرام اليوم الغراء موجهاً حديثه للدكتور مصطفى عثمان إسماعيل الذي قيل إنه الآن في السعودية لمعالجة العلاقات المتأزمة بين البلدين قائلاً (يا مصطفى عثمان إسماعيل .. وآخرين كدي شوفوا الراعي الأمين الطيب يوسف الزين عشان يتوسط ليكم في السعودية . نحن في يأس تام من السياسة السودانية.. وساس يسوس التي لم تجلب لنا غير الخراب) والله يامحمد كلامك في محله تماماً فالسياسة الخارجية لأي بلد ينبغي أن تكون امتداداً للسياسة الداخلية في البلد المعني فالبلدان سياستهما الداخلية تحمل كل محبة وتقدير للشعب الآخر فمن أين انبثقت هذه الفجوة غير المفهومة ؟ هل هناك أفراد انفردوا بالقرار أم هناك إملاءات خارجية ؟ غايتو الشغلانة مجوبكة للطيش.
[/JUSTIFY]
حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]