ياسر عرمان الذي تجاوز الستين عاما وقارب السبعين، لم يفتح الله عليه بالحكمة حتى اليوم، الرجل نشأ على محاربة الدولة السودانية بلا كلل ولا ملل، منذ نظام النميري العام ١٩٨٣م، ثم ما بعد الانتفاضة ١٩٨٥ حتي ١٩٨٩، ثم عهد الانقاذ، بل وحتى ما بعد الثورة جاء مع اتفاقية جوبا وغادر مكوناتها ليكون مستشارا لحمدوك، ياسر يخرب كل شيء من حوله، وهو ومنذ الثمانينات يُحارب بفكرة تقوم على الإثنية والعنصرية، مشروعه يقوم على تصور إثني وعرقي للصراع. كان يكتب مقالات في التسعينات في صحيفة حركته يصور فيها الشماليين كالبيض في جنوب أفريقيا، ويتقمص فيها تصور عرقي بغيض ومضلل يزيف كل الحقائق، فيما سماه أستاذنا عبدالله علي إبراهيم باليسار الجزافي.
هذا الرجل الجزافي القديم، الممل والمكرر والمتوقع، بات مزعجا حتى لحلفائه من جماعة صمود، وبالطبع هو لن يرضى بأن يكون خلف العملاء الجدد الأكثر حيوية (مثل ما كان عليه في التسعينات) وسيمارس هوايته المحببة في تقسيم كل شيء وتخريب كل شيء.
وكما قيل: إذا اختلف اللصوص بان المسروق.
هشام عثمان الشواني
