مكي المغربي

مع الشباب.. خالد وأشرف ولؤي!

[JUSTIFY]
مع الشباب.. خالد وأشرف ولؤي!

هذه الأيام أنا مع شباب الصحفيين، ولست مع جيلي (الرمادي)، المتنازع عليه بين الشيوخ والشباب.. وعلى الرغم من أن جيل الشباب نشأ في ظروف خاصة، حرمته من كثير من العلوم والمعارف والاحترافية والمهنية والمبدئية في الأجيال السابقة له؛ إلا أنه هنالك حالات أتوقف عندها، وأعتز بصداقتها، وهي كثيرة ولا تسعني المساحة حالياً إلا لبعضها وسأواصل لاحقاً.
1- لبَّيْت دعوة غداء في مطعم “حضر موت” نمرة 2 على طبق بامية على الطريقة اليمنية، والدعوة اللذيذة والحلال مقدمة من الصحفي والمحاضر الجامعي الأستاذ خالد فرح. وصلت لصحيفته حينها (المشهد الآن)، ثم امتطينا سيارته للمطعم، وهي سيارة جميلة ومعقولة وبحالة جيدة جداً، ومن حر ماله.. وكذلك بيته في أحد ضواحي الخرطوم.. وكذلك زواجه ودراسته العليا.. الماجستير من جامعة الخرطوم.. كل هذا ولم يصرف عليه حزب أو حركة إسلامية أو حركة متمردة أو قطاع شمال.. ولم تبذل منظمة دولاراً عليه.. صحافي مستقل ومثابر وطموح.. بعد أن تناقشنا في قضايا الصحافة؛ اكتشفت أن الأحزاب والكيانات السياسية تلمع منسوبيها و(ترفعهم في السما)، ولكن هنالك كوادر كثيرة أفضل من كوادر الصخب السياسي والناشطين، ولكنها لا تجد فرصتها في النمو، إلا بما تنتزعه بيدها وتقتطعه من لقمة العيش من أجل التعليم والتأهيل والحياة الكريمة.
2- أشرف إبراهيم.. من يتابع تدويناته على الفيسبوك، يجد شاباً إسلامياً يقارع بالحجة دون تردد.. كلمة واحدة منه أصدق من عشرات البوستات التي تشعر أنها مخدومة ومصنوعة على المنهج الذي تصفه المعارضة بـ(الجداد الإلكتروني).. وهو التحريف لمسمى (الجهاد الإلكتروني)، وهي خطة قال الحزب الحاكم إنه وضعها للتصدي للمعارضين، في فترة ثورات الربيع العربي.. وهذا مجرد هراء.. الحزب عليه أن يفتح داره للندوات والمناظرات.. أما التدوين والجدال والنقاش؛ فهو فعل ثقافي حر لا يكون بالأوامر والتكاليف.. ولذلك ما يعجبني في تدوينات أشرف أنها تمثل مواقف حقيقية وقناعات راسخة، ويتأكد هذا عندما تعلم أنه يتلاشى ويختفي في مواقع (الفائدة) عندما (يبهل) الحزب الأموال للصحف الجديدة، ويظهر ويبرز في مواقع (المنازلة). وها هنا وقفة… هنالك طرح إسلامي حقيقي وأصيل وانتماء للقضايا الإسلامية العالمية في هذا الجيل.. قضايا الهوية والاستقلال والانتماء الكبير للأمة الإسلامية من طنجة إلى جاكرتا.. لا الحكومة ولا المعارضة تستطيعان اختزال الموضوع في أزمة سياسية، تنتهي بالمشاركة أو الانتخابات.. هؤلاء الأصلاء في قناعاتهم.. لن يتنازلوا وقد يباغتون الجميع بموقف يمثلهم ولا يمثل هذا الهرج السياسي و(المقايضات) و (الشلليات).
3- لؤي عبد الرحمن.. ناشط سوداني (في قضايا الحريات الصحفية)، لا هو يساري ولا هو يميني، وقد عجزت كل التيارات على تجاوزه، لأن يحضر في ساعات الشدة ويقيم مناشط كبيرة عبر دعوات الفيسبوك، لا تقوى على حشد الناس لها منظمات ممولة من الخارج.. ومع ذلك أذكر جيداً أنه لام عدداً من المنظمات في عدم العدالة في توزيع فرص التدريب الخارجي.. لقد ظل لؤي في خانة التجاهل والجحود لفترة طويلة، وقد قدر الله له هذا حتى يكون لي شرف ترشيحه لأول مرة عندما دهمتني (الكوميسا) والمنظمة السودانية لتقانة المعلومات بمواصفات إعلامي وناشط وشاب.. وكان حينها خارجاً من شهر العسل.. فغادر فوراً إلى نيروبي ومثل السودان وشبابه خير تمثيل.

[/JUSTIFY]

نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني