خرافات مشروع الجزيرة ..
في 1847م وصل الجيولوجي البريطاني جون باثريك الترعة الخضرا في بحر أبيض ولبث عدة أيام ووصف القرى والمزارع وقال إن القبيلة التي كانت في المنطقة الحسانية.
كانوا أهل أغنام ومزارعين يزرعون الذرة والدخن والقطن ومنه ينسجون ثيابهم.
ربط زراعة القطن بمشروع الجزيرة خرافة فقد عرف السودان زراعة القطن والنسيج من دنقلا وطوكر والجزيرة وبحر أبيض قبل مئات السنين.
من أهم ما ذكره أن العمل الزراعي عند الحسانية كان أسريا ولا يعتمد على تأجير العمال ولكن هناك نفير من داخل القبيلة وقت الحصاد.
واضح أن عبارة الناس في شنو والحسانية في شنو عبارة مسمومة لأن المشاكل بدأت حين تلاشت ثقافة أن الزراعة عمل الأسرة Family Business.
محمد خير المحامي في كتابه مآسي الإنجليز في السودان 1946م إنتقد إجبار مزارعي الجزيرة على زراعة القطن وقال أن الجزيرة كانت متنوعة في المحاصيل وكانت تطعم كل السودان وانتقد معادلة توزيع الأرباح في مشروع الجزيرة وأنها ظالمة واستغلالية وأنها السبب في إنصراف المزارع عن الزراعة واستعانته بالعمالة الوافدة وتنبأ محمد خير أن العمالة الوافدة ستكون سبب مشاكل وتعقيدات في المستقبل.
لدى بعض المختصين فإن المزارع في مشروع الجزيرة إسمه فلاح peasent وليس مزارع farmer.
المزارع يزرع أرضه وهو سيد القرار ماذا يزرع ومتى يزرع وتأخذ منه الحكومة رسوم ضئيلة مقابل الخدمات ويكون سعيدا وينمو ويتطور.
أما الفلاح فهو الأجير في أرض الغير ، والحكم الثنائي فرض على مزارعي الجزيرة أن يكونوا فلاحين في أرضهم يمارسون الفلاحة peasentry لمصلحة الحكومة والشركة.
#كمال_حامد 👓
خرافات مشروع الجزيرة
