حذر خبير مصري في علوم الميكروبيولوجي من تناول المضادات الحيوية دون إشراف طبي، مشيراً إلى أن الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية، يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة، قد تصل إلى حد مقاومة الجسم لتلك المضادات، وهو ما يسبب تداعيات صحية خطرة.وكان د. أحمد سمير، رئيس قسم الميكروبيولوجي بكلية الطب البيطري بجامعة القاهرة، يتحدث أمام دورة تدريبية لمنظمة الصحة العالمية، عن مقاومة مضادات الميكروبات، عندما لفت إلى أن نحو 70% من الأمراض المعدية التي تصيب الإنسان، يكون مصدرها من الحيوان مثل السل، الذي يصيب الإنسان من البقر، والبروسيلا التي تنتقل من اللبن البقري، وقال سمير إن تناول المضادات الحيوية أثناء الإصابة بالارتفاع في درجات الحرارة، يتطلب استكمال الجرعة الموصوفة، مشيراً إلى أنه ليس من الصحي التوقف عن تناول المضاد الحيوي بمجرد انخفاض درجة الحرارة، إذ يتعين إكمال الجرعة الموصوفة، حتى لا يصاب المريض بما يعرف بمقاومة المضاد الحيوي.
وقال د. أحمد سمير إن كل مضاد حيوي له مدى يعمل عليه، خصوصاً في العدوى البكتيرية التي تقسم إلى نوعين، أحدهما موجب الجرام، والنوع الثاني سالب الجرام، وكل منهما له نوع من المضاد الحيوي، مشيراً إلى أن البكتيريا سالبة الجرام يكون غلافها رقيقاً جداً، وبالتالي فإن المضادات الحيوية التي يمكن تناولها لعلاجها بسيطة، بينما البكتيريا موجبة الجرام تتميز بغلافها السميك، وبأنها لا تستجيب إلا لأنواع قوية ومحددة من المضادات الحيوية.وأوضح د. أحمد سمير أن علاج الأمراض البسيطة، يمكن أن يتم بجرعات بسيطة ومحددة ومعقولة، ويمكن الشفاء منها دون حدوث مقاومة للمضاد الحيوي، مشيراً إلى أن بعض المرضى يصابون بمقاومة المضادات الحيوية، عند استعمالهم لجرعات أعلى بدون داع من تلك المضادات، مشيراً إلى أن مقاومة المضادات الحيوية قد تنتقل لبعض الأشخاص، دون إفراطهم في استخدامها من خلال الطعام، وقال سمير إن كثيراً من المزارع المتخصصة في تربية الدواجن والماشية، أصبحت تحقن المضاد الحيوي في الحيوانات والطيور، وهو ما يجعله موجوداً بكثرة في الألبان والبيض واللحوم التي تخرج من تلك المزارع.
صحيفة الخليج

