حكاية عجيبة لامرأة سودانية وبناتها الثلاث في أحد أحياء الخرطوم في أيام الحرب عام 2023م

في أحد أحياء الخرطوم في أيام الحرب عام 2023م، كانت امرأة تقطن هي وبناتها الثلاث في أحد بيوت الحي، فسمعن ذات يوم طرقاً شديداً على الباب، ففتحت الأم لتفاجأ بعصابة من أفراد مليشيا الدعم السريع، مدججين بالسلاح.
وارتفعت دقات قلبها حين سمعت قائدهم يقول لها:
ـ نريد أن نقيم في بيتكم لعدة أيام.
تفرست في وجوههم المتجهمة وعيونهم التي يتطاير منها الشرر، فما كان منها إلا أن أفسحت لهم، وأشارت إليهم أن تفضلوا وفرائصها ترتعد خوفاً وفرقاً!
🌴🌴
دخلوا البيت، لتقع أنظارهم على بناتها الثلاث، فرمقوهن بنظرات مريبة، وأشار القائد إلى إحداهن وقال لأمها:
ـ خلي دي تجيب لينا الغداء والقهوة!
ودخلوا إلى الصالون، بينما توجهت هي وبناتها إلى المطبخ، وشرعن في إعداد الطعام وقد أصابهن من الهم والغم ما الله به عليم!
🌴🌴
حارت في أمرها، فماذا تفعل مع هؤلاء الذين لا يتورعون عن فعل شيء، وجرائمهم التي ارتكبوها ضد المواطنين العُزَّل يندى لها الجبين، وامتلأت بها المجالس والأسافير!
🌴🌴
أخذت تُعمل فكرها وتقدح زناد عقلها: كيف تتخلص من هؤلاء، وهي امرأة ضعيفة ليس معها رجل في البيت، وليس من جيرانها من يستطيع التصدي لأمثال هؤلاء الذين يقتلون لأدنى شبهة!
🌴🌴
أخيراً، اهتدت إلى خطة أخبرت بناتها بها، وشرعن في تنفيذها على الفور.
بعد أن ذهبت البنت التي اختارها القائد بطعام الغداء، أعدت الأم القهوة ووضعت فيها صبغة الشعر، وأخبرت ابنتها بأن تكون قريبة منهم عندما يشربون القهوة، وتحرص على أن لا يتصل أحدهم بجواله ليطلب نجدة من أحد!
وبالفعل، سكبت ابنتها القهوة، وآتت كل واحد منهم فنجانه، وأخذت تراقبهم وهم يرتشفون القهوة. وعندما بدأ مفعول الصبغة يسري في أجسادهم، كانت تتابعهم ببصرها حتى خروا جميعاً صرعى، لا يحركون ساكناً!
🌴🌴
وعندما استوثقت الأم من موتهم، أخذت من الأموال التي نهبوها، ما يكفيها وبناتها للسفر إلى قريتهن في الولايات؛ فقد كان ما يحول بينهن وبين مغادرة الخرطوم ضيق ذات اليد وقلة الحيلة!
وهكذا، حزمن أمتعتهن، وأغلقن البيت، وغادرنه إلى حيث الحافلات السفرية التي أقلتهن إلى القرية التي تقع بعيداً عن سيطرة المليشيا.
🌴🌴
وعندما أُخبر أحد المشايخ بما كان من الأم وبناتها، قال متعجباً:
ـ لله درُّ هذه الأم، فقد ذادت عن عرضها وعرض بناتها بما استطاعت، وتخلصت من هؤلاء البغاة المعتدين على الدماء والأعراض والأموال!
🖊️علي طمبل
#علي_طمبل
#الدعم_السريع
#قصص_واقعية

Exit mobile version