يا اهل السودان ، خرج هولاء الشباب لله ولأجلكم

في حضرتهم …
سلامُ على المؤمنين والصادقين والمحتسبين ، سلامٌ على الباذلين انفسهم لله والدين وللمسلمين ، للذين خرجوا من بيوتهم وأحضان امهاتهم ورفقة اخوانهم وأخواتهم وأقرانهم وأصحابهم ، إلى الذين خرجوا وقد غضبوا لله وحرماته تنتهك ، خرجوا دفاعاً عن الضعفاء من الرجال والنساء والأطفال ..تركوا المدارس والجامعات والوظائف والزوجات والأولاد ، تركوا كل شئ لله وقصدوا الله ، إلى الذين خافوا الله ، فجانبت جلودهم المضاجع ، وادلجوا بالليل فإن ” من خافَ أدلَجَ ، ومن أدلَجَ بلغَ المنزلَ ، ألا إنَّ سلعةَ اللَّهِ غاليةٌ ، ألا إنَّ سلعةَ اللَّهِ الجنَّةُ”.
يا من انتم أكرم منّا جميعاً…لقد عبرتم بأمان إلى المنزل ….ويا ويحنا نحن …

يا اهل السودان ، خرج هولاء الشباب لله ولأجلكم ، فإن تراجعوا عاد لكم العدو الصائل وأثخن فيكم القتل وفي اعراضكم الهتك ، ان لم تكونوا تعرفوا ..فاعرفوا انه لولا هولاء الشباب الذين يثبتون حين يتزحزح الناس ويتقدمون حين يتراجع الناس ، لما عدتم لمنازلكم. وحقولكم ومصانعكم وبيوتكم …ثمن كل منزل دم غالي ..وقلب مفجوع ..وحزن مقيم في بيت ما ، ثمن كل لقمة تدخل جوفك او جوف من حولك أخٌ لك او أبن او خال او عم أو زميل او ولد جيران ، تقدّم و فداك ..طلقّ الدنيا وانطلق يثخن في العدو القتل حتى طرده من بيتك وحرمك ، ثم لم يرجع بل واصل يطارده .

فإنه لا أمان لكم ما لم توأد هذه الفتنة ويهلك رؤوسها … ارتفعوا إلى مقاماتهم ..
هولاء العابرون والمنتظرون علموا ان الجهاد حين يدخل العدو ارضك فرض عين ، فأطاعوا امر الله ليس خوفاً منه بل حباً فيه وشوقاً للقاء نبيه ، الجهاد هو طاعة لله وفيه دافع ذاتي للخروج ، الجهاد نية ..وصبر ..وقصدٌ لله صادق ، وهو ذروة سنام الدين ، وليس له من جزاء إلا الجنة ، ولذلك فإن الله ينظر في الناس سبعين مرة فيختار المجاهدين ثم ينظر في المجاهدين سبعين مرة فيختار الشهداء .. ماذا في الدنيا يحول بينك وهذا الفلاح …

انت وهي ، نعم انت … وأنتم ، ان قعدت بنا همتنا عن اللحاق بهم وعسى إلا يكون الله قد كره انبعاثنا فأقعدنا ، وكره لقاءنا فشغلنا بالدنيا ، دعونا نحزم امرنا ونقاتل معهم بالدعاء ، فإن الدعاء سلاح المؤمن ، هيّا بنا نتقرب لله بالطاعات ونتوسل اليه ، … علينا جميعاً الدعاء طلباً للنصر وادعوه لإهلاك عدوكم وادعوه لحفظ أبنائكم وجيشكم ومن سانده من قوات ، ادعوه لنصر المجاهدين في سبيله ..وحفظ السودان …ولكن تذكروا حديثه (صلعم ) : الرجلَ يُطيل السفر، أشعث، أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، وملبسه حرام، وغُذي بالحرام، فأنَّى يُستجاب له…فتطهروا وتقربوا لله .

وتذكروا ان الله طيب لا يقبل إلا طيب ، وتذكروا قوله تعالى ( وَمَآ أَصَٰابَكُم مِّن مُّصِيبَةٖ فَبِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِيكُمۡ وَيَعۡفُواْ عَن كَثِيرٖ).
في حضرة جلال الشهادة .. وعظم الجهاد .. نستغفر الله ونتوب اليه ونتوسل اليه وندعوه ، في زمان الخوف والمسغبة والموت القريب والفزع ..ان لم تذكر الله الان فمتى تذكره ، ان لم تلجم نفسك اليوم فمتى تهزمها ، وان لم تحدثك نفسك بالجهاد الان فمتى تحدثك ،.
العدو ليس بعيداً عنك ، فقط يحول بينك وبينه عزم هولاء الشباب ، فان لم تزدهم أنقصك العدو في كل شئ ،.

تقبل الله ( وليداتنا ) تقبل الله الشهداء وشفى الجرحى وثبت المجاهدين ، وفتح بصائر قاعدين ليخرجوا في سبيله وهدى قلوب عصاة فتابوا وغافلين فانتبهوا …
ولا حول ولا قوة إلا بالله

د. سناء حمد

Exit mobile version